🔴 الحسناء التي نهش السرطان جسدها وهي صغيرة فأعطت النساء دروسا كبيرة

 

نحن لا نكتب أقدارنا، ولكن ربما نستطيع أن نصنع قصصا في حياتنا، في خضم الحياة ومعتركها قد يطرق أبوابنا زائر ثقيل لا نستطيع صده، لكننا نتكيف مع قدومه، فالحياة مليئة بالمنعطفات الجميلة أحيانا والقاسية أحيانا أخرى.

بين أيدينا قصة تحدّ كتبت فصولها الشابة dz amazone التي أصيبت بسرطان الثدي، لكنها صبرت وتحملت وتحدت حتى كتب الله تعالى لها الشفاء.

“الموعد اليومي” تحدثت مع dz amazone عن قصتها مع مرض السرطان وكيف كانت رحلة المرض والعلاج وأمور أخرى، ندعوكم للاطلاع عليها وأخذ جرعة من القوة وشحنة من الأمل الذي ينبعث من قلب شابة مقاومة.

 من هي dz amazone وكيف تقدمين نفسك لقراء “الموعد اليومي”؟

dz amazone شابة جزائرية، إسمي ميليسا، أبلغ 23 سنة من العمر، متحصلة على شهادة ليسانس في المحاسبة، ثم بدأت في دراسة الماستر لكني توقفت عن الدراسة بعد اكتشافي لإصابتي بمرض السرطان وبدء رحلة العلاج.

 

 لماذا اخترت تسمية dz amazone؟

عند اكتشافي لمرض السرطان فتحت صفحة على الأنستغرام أسميتها dz amazone.. والمقصود بـ dz أني جزائرية،

وamazone نسبة إلى الأسطورة التي تقول إن نساء الأمازون كن يقمن بقطع الثدي حتى يتمكن من استخدام القوس والنبال دون إعاقة، وذلك حتى يتمكن من الصيد والغذاء، وبالتالي العيش والحياة، وبما أني قمت باستئصال ثديي الأيسر من أجل الاستمرار والحياة، وجدت أن التسمية مناسبة جدا لي.

 

 احكي لنا عن تجربتك مع المرض والعلاج؟

تجربتي مع العلاج لم تكن أصعب من مواجهتي لنظرة المجتمع، رغم أني قمت باستئصال الثدي الأيسر كاملا، ومررت بكامل مراحل العلاج الكيميائي، العلاج بالأشعة ثم العلاج بالهرمونات، لكن الأصعب كان مواجهة المجتمع ونظرته لمريضات السرطان خاصة وأني صغيرة في السن وأصبت به في سن مبكرة جدا.

 

 كيف تلقيت خبر الإصابة، وكيف كان موقف عائلتك وممن تلقيت الدعم؟

اكتشافي للمرض جاء بعد ملاحظتي لورم صغير في ثديي الأيسر، وبعدما أخبرت أختي الطبيبة عنه أخذتني للفحص، وجاء الأمر متسلسلا، ففي 03 فيفري لاحظت الورم، 04 قمت بالفحص عند طبيبة مختصة في أمراض النساء، 05 قاموا بتحليل الورم، وفي 17 فيفري تأكدت نتيجة إصابتي بالسرطان، لأقوم باستئصال الثدي في 24 مارس، ثم بدأت رحلة العلاج الكيميائي وبعده بستة أسابيع قمت بالعلاج بالأشعة وبعد ستة أسابيع بدأت العلاج بالهرمونات.

أما عن إحساسي عندما تلقيت خبر النتيجة، فقد كان عاديا لأني كنت متوقعة ذلك وكان لدي إحساس قوي، كما يقولون قلب المرء دليله وكان لدي إحساس مسبق بأن أمرا صعبا سيحدث، لذا فقد تقبلت الأمر، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لعائلتي، خاصة بالنسبة لأمي التي انهارت من الصدمة وأخذت وقتا حتى تقبلت مرضي، أما أختي فقد كانت سندي منذ البداية هي وأصدقائي الذين كانوا معي في “الحلوة والمرة”، أما الشخص الذي لم يستطع تقبّل مرضي هو والدي الذي كان يتجنب لقائي حتى لا يراني في تلك الحالة، والحمد الله فقد تلقيت الدعم الكامل من العائلة والأصدقاء.

 

 كيف تعاملت مع نظرة الشفقة؟

نظرة الشفقة لم أتعرض لها في البيت، لكن الصعب هو نظرة المجتمع الذي لا يرحم خاصة عندما تكون المرأة مريضة، فيراها البعض أنها أصبحت ناقصة.

في البداية لم يكن باديا عليّ المرض، رغم استئصال الثدي، لكن وبعد بدء العلاج الكيميائي وسقوط شعري ورموشي بدأت النظرات تحيط بي، لكنها كانت مختلفة بسبب أني كنت كثيرة الاعتناء بنفسي وهيئتي، فهناك فئة كانت تشجعني وتعبر عن إعجابها باهتمامي بنفسي وأناقتي وجمالي، من جهة أخرى كانت هناك فئة أخرى تستنكر ما أقوم به وترى أني لم أتعظ بالمرض، أما الأسوأ فهي الفئة التي كانت تراني فتاة غير سوية خاصة وأنه لم يكن باديا عليّ المرض، فكانوا يعتقدون أني قمت بحلق شعري عمدا كنوع من الخروج عن المألوف.

 

 من أين لك كل هذه القوة؟

القوة اكتسبتها منذ صغري ومن عائلتي خاصة والدي الذي كان يسميني “بيلدوزر”، ورغم هذا لا يمكن القول إن الأمر كان في منتهى السهولة، بل فيه من الصعوبة الكثير خاصة عندما أرى نفسي في المرآة وأرى تغير جسدي، لكن التربية التي نشأت عليها ساعدتني على المقاومة والاستمرار، كما أني تعلمت من عند والدتي وأصدقائي أن الله سيعوضنا عن كل ما نحرم منه وأيضا في كل ما يصيبنا يوجد خير.

 

لماذا اخترت الأنستغرام؟

في الأول فكرت في إنشاء صفحة عبر الفايسبوك، لكن وبعد تجربة قمت بها، صدمت بنوعية التعليقات السلبية والمؤذية، فالمعلقون استغلوا حرية التعليق واعتقدوا أن لديهم الحق في الشتم وجرح الآخرين، ولهذا اخترت الأنستغرام.

 

 ما هي رسالتك للنساء المصابات بسرطان الثدي؟

رسالتي لا أوجهها للنساء المصابات بسرطان الثدي فقط، بل أوجهها للرجال أيضا لأنهم معرضون كذلك للإصابة به، فعليهم فقط تقبل المرض والسعي لعلاجه من خلال تعليمات الطبيب فقط، وما أود قوله لهم إن السرطان لا ينقص من قيمتك، فبالعكس يمكنك أن تكون الأفضل وتقدم الأحسن، فحسب تجربتي ورغم أني أُصبت به في سن صغيرة ومررت بكامل مراحل العلاج، وحاليا انتقلت لأستقر خارج الوطن ولدي منصب عمل، وأعمل بشكل ممتاز جعل الجميع يحترمني، حتى أن المسؤول عن العمل قال لي إنه لا يمكن أن ينظر إليك بعين الشفقة لأنك قمت بما لا يقوم به الأصحاء، لذا أقول لمريضات السرطان إنكن أكثر من شخص عادي ودائما توقعن الأسوأ ولكن تفاءلن بالأحسن.

 

 كلمة في ختام اللقاء؟

أود أن أقول إنه آن الأوان لتغيير النظرة إلى مرض السرطان والمصابات به، فمرض السرطان يُسمى مرض السرطان وليس “هذاك المرض”، وهو مرض كغيره من الأمراض يمكن علاجه إذا تم الكشف عليه مبكرا، وينبغي الابتعاد عن الخوف والقلق اللذان من شأنهما عرقلة العلاج، واتباع تعليمات الطبيب دون تضخيم الأمور فـ “كلش يجوز”.

 

حوار: لمياء بن دعاس