99 في المئة من أحياء المدينة باتت في قبضة الجيش السوري….. حلب على أعتاب العودة إلى احضان ســــوريا

elmaouid

* إيران تشيد بانتصارات حلب وتؤكد.. قطر وأمريكا وتركيا والسعودية أشعلوا سوريا

* لافروف يلمح إلى دعم أمريكي أتاح للمسلحين اجتياح تدمر

* اجتماع روسي-تركي بشأن حلب

 ثلاثة أسابيع كانت كافية لتنهي وجود المسلحين في حلب، 99 في المئة من أحياء المدينة باتت في قبضة الجيش السوري إثر انهيارات متتالية في صفوف المسلحين الذين حشروا أنفسهم في زاوية ضيقة في الناحية الجنوبية الغربية من أحياء شرق حلب.

وبحسب عدد من الخبراء فإن الانتصار الكبير الذي حققه الجيش السوري خلال فترة وجيزة، واسترجاعه لعاصمة الشمال يمثلان نقلة جوهرية في مسار الحرب السورية، حيث تعتبر مدينة حلب ثقل سوريا الإقتصادي، ما يعني أن التوازن الإقتصادي سيعود إلى سوريا مع عودة المدينة ودوران العجلة الصناعية والتجارية فيها من جديد، إضافة إلى أهميتها السياسية كورقة تفوّق ميدانية كبيرة خلال المفاوضات السياسية الدولية، الأمر الذي يفسر سبب الدفع بثقل عسكري كبير لإستعادتها.

ومع تتابع الانهيار السريع للفصائل المسلحة، فتح الجيش السوري جبهة جديدة استهدفت هذه المرة المعقل الرئيسي لإطلاق قذائف الهاون والأسطوانات المتفجرة على أحياء حلب الغربية المكتظة بالسكان، تقدم الجيش إلى حي بستان القصر وسط انسحاب عشوائي للمسلحين الذين انسحبوا إلى الداخل نحو الزاوية الضيقة التي باتوا يسيطرون عليها.

وفي السياق رحبت إيران بانتصارات الجيش السوري مدعوم بعناصرها في سوريا، وأشاد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائى بمقاومة الشعب السورى فى مواجهة المجموعات الإرهابية التي تشن حربا عليه منذ أكثر من 5 سنوات، موضحا أنه مستمر فى مقاومته بدعم استشارى إيرانى فقط، بينما الإرهابيون مدعومون بجنرالات تركيا والسعودية وأمريكا.

وقال رضائي أن الدعم الروسى استمر لفترة قصيرة لم تتجاوز 6 أشهر ومن ثم عادت كوادرها إلى أراضيها إلا أن الله يدافع عن الشعوب المظلومة وأن الانتصار سيكون من نصيب الشعب والحكومة السورية وجبهة المقاومة لا محالة.

وصرح رضائي بأن ضباط الجيشين التركي والسعودي يدعمان تنظيمى جبهة النصرة وجيش الفتح وسائر التنظيمات الإرهابية فى حلب بأموال قطرية وأسلحة أمريكية وقد زعزعوا أمن الشعب السورى والمنطقة منذ 5 أعوام.وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام إن الإرهابيين يحصلون على الأسلحة والعتاد والمال والغذاء عبر الحدود الجنوبية لتركيا كما أن السفن السعودية والقطرية تحمل إليهم المؤن والمساعدات.ولفت إلى أن مصادر إخبارية أكدت مؤخرا أن عددا من الضباط الأمريكيين والأتراك والسعوديين المختصين فى مجال الحروب الخاصة يقفون إلى جانب الإرهابيين وهم الذين خططوا وأشرفوا على عمليات خان طومان فى حلب.من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وصلت إلى طريق مسدود وإن التقدم الذي أحرزه تنظيم داعش الارهابي في تدمر ربما نفذ بمساعدة واشنطن وحلفائها الإقليميين لتخفيف الضغط عن المعارضين في حلب. يشار الى ان الرئيس السوري بشار الأسد اقترب الآن من استعادة السيطرة الكاملة على حلب التي كانت أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان قبل الحرب وستكون أكبر مكسب له حتى الآن في الصراع المستمر منذ قرابة ستة أعوام. وقال لافروف خلال زيارة إلى بلغراد إن روسيا مستعدة للتفاوض سريعا مع الولايات المتحدة بشأن فتح ممرات لانسحاب مسلحي المعارضة من حلب لكنه شدد على ضرورة الوصول لاتفاق بشأن ذلك قبل إعلان أي وقف لإطلاق النار.

وقال لافروف “وافق نظراؤنا الأمريكيون على ذلك وفي الثالث من ديسمبر عندما التقيت (بوزير الخارجية) جون كيري في روما أيدوا مثل هذه المفهوم حتى أنهم منحونا موافقتهم مكتوبة.”

وأضاف “لكن بعد ثلاثة أيام نقضوا هذا الاتفاق وعادوا إلى موقفهم القديم الذي يواجه طريقا مسدودا ومفاده أنه: قبل الاتفاق على ممرات إنسانية ينبغي إعلان هدنة. وكما أفهم هذا يعني فقط منح المتمردين فسحة.”وقال لافروف إنه يعتقد أن سيطرة داعش الارهابي  على تدمر ربما تمت بمساعدة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتشتيت الانتباه عن حلب.وقال “يدفعنا ذلك إلى اعتقاد وأتمنى أن أكون مخطئا بأن هذا كله مدبر ومنسق لمنح تلك العصابات الموجودة في شرق حلب فسحة من الوقت.”من جهته قال مجلس الأمن القومي الأميركي في رسالة أرسلت إلى السفارة الأميركية في جنيف إن موسكو رفضت وقف إطلاق النار. وقال المجلس في بيان “اقترحنا وقفا فوريا للأعمال القتالية للسماح بخروج آمن والروس يرفضون حتى الآن.”من جانب اخرقال مسئول تركي كبير إن مسؤولين من تركيا وروسيا سيعقدون اجتماعا غدا الأربعاء في تركيا لتقييم الوضع في حلب السورية وذلك بعد أن سيطر الجيش السورى وحلفاؤه بالكامل على أحياء انسحب منها مقاتلو المعارضة.

وقال المسؤول، الثلاثاء،  إن الاجتماع سيبحث في احتمال فتح ممر لخروج المقاتلين والمدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.وأضاف أن تركيا تواصل جهودها مع الولايات المتحدة وكذلك مع إيران والاتحاد الأوروبى ودول خليجية للعمل على إجلاء مقاتلى المعارضة من حلب.