تعاني ما يزيد عن 85 بالمائة من الجزائريات من نقص فيتامين “د” في أجسامهن، وهذا ما يسبب لهن العديد من الأمراض، بعضها لا تظهر أعراضها إلا بعد سن 55 سنة، وهي هشاشة ولين العظام؛ إذ تظهر تلك الأعراض على شكل آلام في العظام والمفاصل؛ حيث إن امرأة من أصل ثلاث بعد هذه السن، قد تتعرض لكسر لسبب بسيط نتيجة تلك الهشاشة.
يزيد تحديد أعراض نقص فيتامين “د”، حسب المختصين، خلال أشهر الشتاء، عندما تقل ساعات النهار؛ إذ يكون من الصعب الحصول على كل الفيتامين الذي نحتاجه من أشعة الشمس، وبالتالي ما يكفي من فيتامين “د” الذي يحتاجه الجسم، الذي يُعرف أيضا بفيتامين “أشعة الشمس”، وهذا ما يؤدي، بدوره، إلى أعراض أخرى، قد تكون أقل خطورة كتساقط الشعر، وتغيّر المزاج. وإلى جانب أن الشمس هي المصدر الأساسي لفيتامين “د”، يؤكد الخبراء أن النظام الغذائي أيضا له دور أساسي في التحكم في تلك النسبة في الجسم؛ إذ أن هناك العديد من الأغذية الغنية بهذا الفيتامين، والتي تغيب أحيانا عن نظامنا اليومي، على غرار الأسماك الزيتية كالتونة والفطر الطبيعي والبيض بكميات معتدلة. وبالرغم من أن الجسم يكافح خلال فصل الخريف لإنتاج ما يكفي من فيتامين “د” وادخاره للموسم الموالي، إلا أن تعرض الجسم لمختلف مسببات كبح إنتاجه، يسبب تراجعا في مستوياته في الجسم.
قلق واكتئاب وتغيرات في المزاج
فيتامين (د) هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون يتم تخليقه عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس، وهو موجود في عدد صغير فقط من الأطعمة، ولذلك تتأثر الصحة العامة عند نقصه في الجسم وخاصًة صحة النساء، ويتم تخليق فيتامين (د) في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس، ويوجد في عدد محدود من الأطعمة، والمنتجات المدعمة مثل الحليب، ومن المعروف أن فيتامين (د) يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الغذاء والمكملات الغذائية لدعم صحة خلايا العظام.
ويلعب فيتامين (د) دورا في جهاز المناعة، ويقلل من الالتهاب الذي يمكن أن يؤدي إلى مرض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان، كما ينظم ضغط الدم ويدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
ويمكن أن يسبب نقص فيتامين (د) لدى النساء، الإنهاك والتغيرات في المزاج، وقد لا يكون لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د) أي أعراض أو قد يستمرون لسنوات طويلة دون التعرض لأعراض، ويمكن أن تكون أعراض نقص فيتامين (د) عند النساء غامضة وقد تتغير بمرور الوقت، وتشبه أعراض مجموعة واسعة من الأمراض.
وتشمل بعض أعراض نقص فيتامين (د) عند النساء ما يلي: ترقق العظام أو هشاشة العظام أو كسور العظام المتكررة، ضعف العضلات، لا سيما إذا كان هناك تغيير غير مفسر في قوة العضلات، التغيرات في المزاج، فالأشخاص الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين تحديدا يعانون من القلق أو الاكتئاب، الألم المزمن، حيث يلعب فيتامين د دورًا رئيسيًا في دعم صحة العظام والعضلات والخلايا، الإرهاق، حتى مع النوم بشكل كافي، وانخفاض القدرة على التحمل.
نصائح لحياة أفضل
وعن العلاج يقول المختصون: “من الطبيعي تبنّي نظام غذائي سليم وغني بهذا الفيتامين. أما بالنسبة للنقص الحاد وبعد إجراء تحليل مخبري طلبا من الطبيب المعالج، فيتم تحديد النسبة أو الجرعة التي لا بد من أخذها كل شهر أو شهرين أو ثلاثة أشهر، وهذا وفق ما ينصح به الطبيب؛ لأن الجرعات الزائدة وبدون وصفة من الطبيب، قد تعقّد الوضعية الصحية، وتعرّض الجسم للتسمم، لا سيما بالنسبة للأطفال”.
وعن علاقة نقص الفيتامين والمناعة، قال المختصون: “يُنصح بإجراء فحوصات لتحديد نسبة فيتامين “د” في الجسم؛ لأنه مسؤول أيضا عن تطوير المناعة، لاسيما ونحن في أمس الحاجة إليها خلال هذه الأزمة الصحية الضاربة في العالم “كوفيد 19″. وكل نقص حاد في أحد العناصر الأساسية بالجسم قد يؤدي، بكل تأكيد، إلى خلل في نشاط جسمنا الدفاعي”.
لمياء. ب