بعد تجربته الإعلامية الناجحة بإذاعة سيرتا بقسنطينة، أين كانت له محطات مميزة في تقديم الأخبار، ومع الانفتاح على مجال السمعي البصري وإنشاء العديد من القنوات الخاصة أراد أن يخوض تجربة مهنية أخرى في مجال الاعلام، فاختار قناة
“النهار”، حيث أصبح من أبرز عناصرها وصحفييها. إنه الإعلامي البارز مقدم النشرات الإخبارية بقناة “النهار” هارون نمول الذي خص “الموعد اليومي” بهذا الحوار.
– من إذاعة “سيرتا. اف. ام” إلى قناة “النهار” ماذا تحكي عن هذه المسيرة الحافلة بالنجاحات؟

* الحمد والشكر لله، كتب لي تحقيق حلم وشغف الطفولة وبفضل الله تعالى كنت من الذين منحت لهم فرصة الالتحاق بالإذاعة الجزائرية في قسنطينة، وأنت تعلمين أن فرص العمل بالمؤسسات الإعلامية العمومية تكاد تكون منعدمة خاصة قبل الانفتاح على مجال السمعي البصري في الجزائر. العمل في الإذاعة فرصة سانحة لتذوق كل الاختصاصات، حيث اشتغلت في قسم الانتاج لفترة ثم التحقت بقسم الأخبار، أين قدمت النشرات والحصص والبرامج الشبانية والاجتماعية، ثم تخصصت في البرامج الرياضية، فقدمت الأخبار الرياضية وعلقت على مباريات كرة القدم، عملت في الميدان وفي مختلف الاختصاصات، لم تكن هناك حدود، فالفرصة لما جاءت انتهزتها بأفضل صورة ممكنة والحمد لله، ولما ظهرت القنوات التلفزيونية الخاصة، فكرت بالانضمام لإحداها، فقادتني الأقدار إلى تلفزيون “النهار”، أين وجدت طاقما شابا بالكامل عكس الإذاعة.
ففي قناة “النهار” منحنا المسؤول عن المجمع الزميل أنيس رحماني وحرمه الزميلة سعاد عزوز كل الثقة والإمكانيات، أن تثق في الشباب وترفع بهم التحدي، فهذا ما نحتاجه في بلدنا، والحمد لله “النهار” الآن تتربع على عرش القنوات الأكثر متابعة في الجزائر.
– هل تقديم الأخبار كان رغبة منك أم وُجهت له من طرف المسؤولين على القناة؟

* كان رغبة مني وحلم الطفولة تحقق بفضل الله والإرادة والعمل المتواصل، لقد قدمت النشرات الإخبارية في الإذاعة ثم تحولت إلى تقديم الأخبار الرياضية نظرا لشغفي الكبير بالرياضة وبالخصوص كرة القدم، ولما توجهت لقناة “النهار” في البداية كنت أريد الانضمام للقسم الرياضي، لكن مدير القناة الزميل أنيس رحماني ومن أول يوم أمر بتقديمي للأخبار، وهي ثقة أعتز بها، أتمنى أن أبلي البلاء الحسن الذي يليق بمستوى هذه الثقة.
– مع الانفتاح على السمعي البصري ظهرت عدة قنوات تلفزيونية جزائرية، لماذا استقر اختيارك على قناة “النهار” دون غيرها؟
* والله مكتوب ربي، لا أخفي عليك، في البداية كانت لي اتصالات مع قناة خاصة غير “النهار”، بعدها سارت الأمور بسرعة مع مسؤولي مجمع النهار وانضممت إليهم بسهولة، ومع مرور الأيام أعاد مسؤولون من تلك القناة الخاصة الاتصال بي وحاولوا إقناعي للالتحاق بقناتهم، لكنني كنت ملتزما بعقد أخلاقي مع “النهار” قبل العقد المادي، كلها أقدار المولى والحمد لله أنا بين عائلتي الثانية، نشكل فريقا شابا صلبا ينتظره مستقبل أفضل بحول الله.
– تُوجه لقناة “النهار” في كل مرة انتقادات لاذعة لكنها الأكثر مشاهدة، ما تفسيرك لهذه المعادلة؟

* من لا يعمل لا ينتقد، ومن يعمل قد يخطئ، فنحن بشر، الأمر الأكيد أن تلفزيون النهار يضم عددا من خيرة شباب الوطن في المجال الاعلامي، وانتقاد ما نقوم به جزء من العمل، أنا شخصيا متعود على انتقاد عدد من البرامج أو التقارير التي تبث وهذا أمر عادي، لأننا قد نختلف في الآراء والأفكار، لكن الأكيد أن جل الجزائريين يتابعون النهار لأنها الرائدة والأولى في نقل الأخبار ومعالجتها بآنية لا تمتلكها حتى المؤسسات العمومية، هذا ما ميز “النهار” وهذا ما يدفع بمن ينتقدها لمتابعتها دائما.
– كيف تتعامل مع هذه الانتقادات؟
* شخصيا، أحترم كل الانتقادات ولو كانت لاذعة لكن بعيدا عن الشتم والسب والكلام غير الأخلاقي، مرحبا بكل كلام راق، في الشارع أجد كل الاحترام والتقدير وأحمد الله على ذلك، وأتلقى مكالمات هاتفية من أصدقائي أو من أفراد عائلتي يوجهون لي انتقادات، قد تكون محقة وقد يكون الأمر مجرد لبس أو سوء فهم فقط.
– هل تفكر في إنجاز حصة في اختصاص معين، أم تفضّل البقاء في تقديم الأخبار؟
* حاليا أفضل تقديم الأخبار وأحاول تطوير إمكانياتي في هذا التخصص، لأن المذيع مستويات ودرجات، أكيد أنا أفكر في حصة خاصة وأفضل أن تعنى بقضايا المجتمع الجزائري، لكن لم يحن وقتها بعد، ومن يدري فكل شيء بيد الله.
– ما رأيك في التعليقات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص كل ما يبث عبر مختلف القنوات التلفزيونية؟
* لا أحب موجة الشتم والسب والقذف التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تعبر عن انحدار رهيب ومخيف لأخلاقنا وقيمنا، قد يقول البعض “لاحظ انهيار القيم في قنواتكم”، أرد عليه: ما يبث في قنواتنا الجزائرية هو انعكاس للمستوى الذي وصل إليه المجتمع بكل أطيافه، ما يبث هو واقع يعيشه المجتمع، رغم معارضتي أنا شخصيا لطريقة معالجة عدد من المواضيع الحساسة في مجتمعنا وتبني عنصر
“الإثارة والطابوهات” للوصول إلى عدد أكبر من المشاهدة. هذا هو الاعلام في الجزائر بمحاسنه ومساوئه، لكن على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تشجيع الحسن ومعالجة السيء بالكلمة الطيبة.
– من هو الاعلامي الذي تمنيت أن تكون يوما مثله؟
* في الجزائر كنت متأثرا في صغري بصحفيين ومذيعين من بينهم حمراوي حبيب شوقي، حفيظ دراجي، عبد القادر عياض، أما في العالم العربي فتأثرت بالمصريين يسري فودة وحمدي قنديل رحمه الله.
– بعيدا عن جو العمل ومهنة المتاعب، كيف تقضي يومياتك؟

* أوقات الفراغ أقضيها في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة مباريات كرة القدم،
وفي بعض الأحيان أبرمج خرجات لممارسة هوايتي المفضلة “التصوير الفوتوغرافي”.
– هل عارضت عائلتك اختيارك مهنة المتاعب؟

* لا، أبدا، بل كان لها دعم كبير خلال مسيرتي، ابتداء من الوالد والوالدة ووصولا إلى
شقيقي الأكبر حسين، وكذلك عمي سمير الذي يعمل مخرجا في التلفزيون
العمومي، كل هؤلاء وآخرون ساعدوني خاصة في بداياتي.
حاورته: حورية/ ق