رفض رئيس لجنة الفلاحة والري والسياحة بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة، خياطي الزاوي، تجسيد مذبح عصري دون إرفاقه بسوق لبيع المواشي، بالنظر إلى الخسارة التي تتكبدها السلطات جراء انعدامه في
عاصمة البلاد والتي تصل إلى 70 مليار سنتيم في الأسبوع، مطالبا في هذا الحوار الذي أجرته “الموعد اليومي” معه خلال الزيارة الميدانية إلى أسواق الجملة بالعاصمة، المصالح المعنية بالتفكير بجدية لتوفير مثل هذه الأسواق التي من شأنها أن ترفع مداخيل الخزينة العمومية.
– ما رأيكم في العقار الذي اختير لتجسيد المذبح العصري الذي ينتظره العاصميون لاقتناء اللحوم منه؟
** خلال تواجدي مع أعضاء المجلس الشعبي الولائي للعاصمة خلال الخرجة التي نظمتها لجنة المالية والاقتصاد للعقار الذي خصص للمشروع، والواقع ببلدية براقي، انتقدنا ضيق المساحة المخصصة للمذبح التي لا تكفي لاحتضان مذبح بمعايير دولية وعصرية، بالنظر إلى المساحة التي يتربع عليها والتي تقدر بـ 1.5 هكتار، غير أنه من المنتظر أن ترسل ملاحظتنا لوالي العاصمة عبد القادر زوخ من أجل النظر فيها وأخذها بعين الاعتبار قبل الشروع في تجسيد المذبح على أرض الواقع، وأتمنى من خلال هذا المنبر أن يتم فتح سوق جملة للمواشي بالقرب من هذا المرفق بغية القضاء على نقاط البيع العشوائي المنتشرة بالعاصمة والتي ترتفع أكثر خلال موسم عيد الأضحى المبارك من أجل مراقبة بيطرية للمواشي.
– لماذا تريدون فتح هذا السوق موازاة مع تجسيد المذبح؟
** ما لا تعرفونه أن المواطنين بولاية الجزائر، يستهلكون حوالي 7 آلاف خروف يوميا، أي ما بين 50 إلى 70 ألف خروف أسبوعيا، غير أن الإشكال المطروح هو حول طريقة ومكان ذبح هذه المواشي بما أنها لا تدخل الأسواق الأسبوعية بسبب عدم امتلاكها لتلك الأسواق، كما أن الموالين يتعمدون عدم الدخول إلى الأسواق الأسبوعية الرسمية ودفع مبلغ 100 دينار، وهي الضريبة التي يدفعونها للاستفادة من حق البيع فيها، وهو ما يؤدي إلى ذبح الخروف والبقر بطريقة عشوائية وفوضوية، أغلبها تتم في المنازل وفي المذابح غير الرسمية وبعيدة عن أعين السلطات، وهو ما يحتم علينا إعادة النظر في هذا الوضع عن طريق توفير سوق للمواشي على مدار السنة يكون بالقرب من المذبح لتسهيل عمليتي الشراء الذبح في آن واحد على المواطن وبطريقة رسمية وصحية.
– وهل تمتلكون الأرقام الحقيقية لعدد الأسواق الفوضوية التي تنشط بإقليم العاصمة؟
** نعم، فهنالك 200 فضاء لبيع المواشي بالعاصمة بطريقة غير منتظمة وفوضوية، وهو ما يؤدي إلى فرض خسائر بالجملة للخزينة العمومية تصل إلى 70 مليار سنتيم، حسب الدراسة التي قمت بها مؤخرا، وحتى الأضرار ستلحق بصحة المواطن بسبب جهل طريقة ذبح هذه الكباش والخرفان، بالإضافة إلى أن انعدام الأسواق الأسبوعية بالعاصمة يؤدي إلى فقدان 800 منصب شغل على الأقل.
– وبشأن الدراسة التي قمتم بها، هل تنوون إرسالها للسلطات المعنية من أجل أخذ مطلبكم بشكل جدي؟
** أكيد، فهذه الدراسة قمت بها منذ أشهر للكشف عن عدد الأسواق الفوضوية للماشية التي تنشط على مدار السنة وبشكل كبير في عيد الأضحى، كما توصلت إلى النتائج التي ذكرتها سابقا بخصوص عدد المواشي التي تذبح يوميا وتباع في المحلات التجارية والتي يصل عددها إلى 3275 محلا تجاريا مختصا في بيع اللحوم الحمراء، فبعملية حسابية لو أن كل تاجر يبيع خروفين، نتوصل إلى أن ما عدده 7 آلاف خروف يذبح يوميا في وقت يتكفل مذبح “الرويسو” بحسن داي باعتباره المذبح الرسمي التابع للولاية بذبح 150 خروفا يوميا، وهو ما يجعلنا نتخوف من طرق الذبح التي قد تكون خطيرة على صحة المستهلك، وهو ما يجعلني كرئيس لجنة الفلاحة ملزم بتقديم هذه الدراسة إلى مصالح والي العاصمة عبد القادر زوخ من أجل دراستها وأخذ مطلبي بشأن فتح سوق للمواشي منظم وعلى مدار السنة على محمل الجد.