ما تزال أكثر من 500 عائلة تقطن بالقصدير بحي “بن جعيدة” ببلدية برج البحري شرق العاصمة، تنتظر ترحيلها إلى سكنات لائقة، ضمن عمليات إعادة الإسكان في مراحلها المقبلة، مؤكدة أنها من بين المحصيين في 2007، غير أن ذلك لم يشفع لها في الظفر بشقق الكرامة، مطالبة في السياق ذاته والي العاصمة، عبد الخالق صيودة ببرمجتها للترحيل ضمن عمليات الترحيل المقبلة التي ما تزال متواصلة طيلة الصائفة.
وتناشد هذه العائلات، في منشور نشرته عبر الصفحة الرسمية لولاية الجزائر، عبد الخالق صيودة، التدخل وانتشال القاطنين بهذا الحي القصديري من الجحيم الذي يتخبطون فيه منذ سنوات عديدة، معبرة عن استيائها الشديد، من سياسة اللامبالاة التي تنتهجها السلطات المعنية في التعامل مع قضيتهم، مشيرة إلى أن الحي أقصي من كافة عمليات الترحيل التي شهدتها العاصمة منذ جوان 2014، رغم الحالة جد الصعبة التي يعيشونها لسنوات.
وتحدث هؤلاء، عن الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها في بيوت آيلة للانهيار، لا تصلح للعيش الكريم، خاصة أنها شيدت من الخشب والزنك والبلاستيك، وتنعدم فيها أغلب الضروريات من قنوات الصرف الصحي، الماء وغاز المدينة، فضلا عن الربط العشوائي للكهرباء ما ينذر بوقوع كارثة حقيقية، دون الحديث عن الكارثة الصحية بسبب موقع الحي المجاور لأماكن معروفة بالانتشار الكبير للرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة، كما استاء المشتكون من الظروف المعيشية القاسية، وسط التهميش واللامبالاة الذي تنتهجه السلطات تجاههم، غير مكترثة حسبهم بمرارة المعاناة داخل البيوت القصديرية لسنوات، مؤكدين أنه وبالرغم مما يعانونه لسنوات، غير أن ذلك لم يشفع لهم في برمجتهم مع المعنيين بعمليات إعادة الإسكان التي تحضر لها السلطات بشكل دوري.
في سياق متصل، أكد المتضررون، أن سكناتهم باتت هشة غير قادرة على التحمل أكثر، بفعل العوامل الطبيعية، حيث تزداد الخطورة بمجرد تساقط الأمطار، التي تساهم في انزلاق التربة، مضيفين بأنهم تلقوا وعودا كثيرة من السلطات المحلية المتعلقة أساسا بعملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة، لكن الأمر لم يعد سوى عملية تهدئة لهم، مطالبين بضرورة تدخل الوالي صيودة، وأخذ وضعيتهم المزرية بعين الاعتبار، وترحيلهم إلى سكنات لائقة مثلهم مثل عشرات السكان الذين استفادوا من سكنات الكرامة بعد سنوات من الجحيم.
إسراء.أ