50 % من الأطفال يمرّون بعارض المشي أثناء النوم

50 %  من الأطفال يمرّون بعارض المشي أثناء النوم

على الرغم من أن الموضوع يبدو كمزحة، وبعيداً عن الصورة النمطية لاستغلال المشي أثناء النوم كمادة فكاهية في الأفلام، فإن المشي أثناء النوم يعتبر عرضاً من اضطرابات النوم، والأمر المثير للدهشة، أنه لا يعتبر عرضاً نادراً بالنسبة للأطفال، وهناك نسبة تبلغ 17 في المائة من الأطفال مروا بحالات المشي أثناء النوم بشكل أو بآخر أثناء طفولتهم، لكنه يعتبر عرضاً نادراً جداً بالنسبة للبالغين، وذلك تبعاً للأكاديمية الأمريكية لطب النوم.

وليس بالضرورة أن يقتصر الأمر على المشي فقط، لكن يمكن أن يكون حركات أو سلوكاً معيناً أثناء النوم، وفي الأغلب يحدث في بدايات الليل ولا يحدث أثناء فترات النوم القصيرة مثل القيلولة.

اضطراب النوم

يعتبر المشي أثناء النوم واحداً من اضطرابات النوم التي تضم الكثير من السلوكيات مثل التحدث أثناء النوم، وهو عرض شائع في معظم الأطفال، وتقريباً 50 في المائة من الأطفال يمرون به، وكذلك الكوابيس المتكررة أو الهلاوس الكلامية أثناء النوم. وفي الأغلب تشمل تلك الأحداث التي يمر بها الطفل في العالم المحيط به. وخلافاً للاعتقاد السائد، فإن المشي أثناء النوم لا يحدث في المرحلة التي تسمى (بحركة العين السريعة) والتي تحدث فيها الأحلام، لكن في الأغلب يسبق هذه المرحلة.

ويلعب العامل الجيني دوراً كبيراً في الإصابة وإصابة أحد الوالدين بالمشي أثناء النوم في الطفولة تزيد من فرص الإصابة لدى الأبناء بمقدار الضعف بالمقارنة بالأطفال من دون تاريخ عائلي.

وينصح الباحثون، الأشخاص المخالطين للطفل في حالة ملاحظته وهو يسير نائماً أن يحاولوا مساعدته في العودة سالماً إلى الفراش بدلاً من إيقاظه بشكل مفاجئ، حيث يمكن أن يفقد توازنه من الدهشة ويسقط على الأرض. وأيضاً هناك نصيحة تشمل الأطفال والبالغين، وهي ضرورة إفراغ المثانة بشكل كامل قبل النوم، حيث إن المثانة الممتلئة في الأغلب تكون هي المحفز للقيام من الفراش والمشي، وفي كثير من الأحيان يقوم الأطفال بالتبول في أماكن أخرى غير الحمام أثناء سيرهم نياماً، خاصة إذا كانت هناك مسافة كبيرة بين الفراش والحمام. ومن العوامل التي يمكن أن تزيد من إمكانية حدوث السير هي ارتفاع درجة الحرارة نتيجة للإصابة بعدوى معينة، خاصة إذا كان الطفل مهيأً للإصابة بالمشي أثناء النوم تبعاً للعامل الجيني.

عوامل مساعدة

زيادة النشاط في الغدة الدرقية من العوامل التي تحفز على المشي أثناء النوم، وذلك تبعاً لدراسات صغيرة عدة تم إجراؤها على أشخاص بالغين، أحدهم أصيب لأول مرة بالمشي أثناء النوم في عمر 36 عاماً، وكان يعاني من زيادة نشاط الغدة الدرقية، وتمت معالجة ذلك عن طريق العقاقير، وأوضحت دراسات النوم على المريض أثناء إصابته بنشاط الغدة وبعد علاجه، أن الاختلاف في الموجات العصبية الصادرة من المخ راجع إلى حالته العادية واختفى عرض السير أثناء النوم بعد علاج الغدة الدرقية؟ وفي المجمل، فإن زيادة النشاط في الغدة يقوم بتحفيز الجهاز العصبي بشكل مبالغ فيه؛ مما يسبب الخلل في نسق النوم.

هناك بعض العوامل الأخرى، مثل عدم النوم الكافي لأيام عدة، وفي الأغلب يحدث السير أثناء النوم في اليوم الذي يقوم فيه الجسم بعمل تعويض والنوم لساعات كافية. وهناك أيضاً بعض الأدوية التي يمكن أن تزيد من احتماليات الإصابة بالمشي أثناء النوم مثل المهدئات أو المنومات التي تستخدم علاجاً للأرق، وهو الأمر الذي جعل إدارة الأغذية والعقاقير تلزم الشركات المنتجة لتلك الأدوية بوضع تحذير في الأعراض الجانبية لها (على ندرة حدوثها) يشمل احتماليات التعرض للإصابات والجروح كنتيجة للسير أثناء النوم أو حتى القيادة أثناء النوم لدى البالغين.

وأوضح الباحثون، أن وجود اضطراب معين في نسق النوم يمكن أن يؤدي إلى اضطراب آخر، وعلى سبيل المثال، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطراب توقف التنفس أثناء النوم يمكن أن يعانوا لاحقاً من السير أثناء النوم، وذلك تبعاً لدراسة في عام 2018؛ والأطفال الذين تم علاجهم من توقف التنفس أيضاً لم يمروا بحالات السير أثناء النوم بعد ذلك، وعلى الرغم من أن السير أثناء النوم في الأغلب لا يؤدي إلى آثار عضوية سلبية، فإن حدوث الإصابات وارد جداً. ولذلك؛ يجب على الآباء أن يقوموا بتوفير سبل الأمان للطفل المصاب مثل غلق النوافذ بإحكام وكذلك أبواب المنزل وتجنب الأسرّة العالية وعدم ترك أشياء في الأرض يمكن أن يتم الارتطام بها.

كما تعتبر إصابات الرأس من العوامل المهمة في حدوث السير أثناء النوم وتبعاً لدراسة في عام 2016، فإن نسبة بلغت 30 في المائة من الأشخاص الذين تعرضوا لإصابة في الرأس حتى البسيطة منها مروا بواحد أو أكثر من أعراض عدة شملت التعب باستمرار والأرق وتوقف التنفس أثناء النوم وأيضاً حدوث خلل في نسق النوم والذي يشمل السير أثناء النوم.

ومن الأمور المهمة أيضاً في الإصابة وجود القلق والتوتر والطفل الذي يقوم بتغيير الفراش في بيئة مختلفة يمكن أن يصاب بالمشي أثناء النوم، وكذلك في حالات الضغوط النفسية مثل أيام الامتحانات أو المنافسات الرياضية أو التعرض للتنمر أو المعاملة السيئة من الآباء سواء على المستوى البدني أو النفسي. ويكون المشي أثناء النوم نوعاً من الرغبة في الهرب من القيود، وكلما تم علاج هذه الأمور النفسية اختفت أعراض السير أثناء النوم.

ق. م