الكيفية التي تبدأ بها صباحك بإمكانها أن تغير النغمة التي يسير عليها سلوكك في بقية اليوم، وما تختار أن تبدأ به يومك يُؤثر على كل شيء تقوم به لاحقاً في ساعات النهار، ومكونات روتين ممارساتك الصباحية تحدد جودة سلوكياتك الصحية في الفترات التالية من اليوم، ولذا فإن العادات التي تمارسها في أول 60 دقيقة من الاستيقاظ هي التي توجه مدى نجاحك في إنجاز الكثير أو القليل بقية ساعات النهار، ومدى سعادتك في الاستفادة من هبة يوم جديد في حياتك.
وتقول الأوساط الطبية إن الاستيقاظ الصحي من النوم، والعادات الصباحية الصحية في اللحظات الأولى لبدء النهار، لها تأثيرات مهمة وعميقة في مدى ممارسة الإنسان للسلوكيات الصحية في نمط عيش الحياة اليومية، ومن خلال ممارسة عادات وأنشطة مرتبطة بصحتك الجسدية والنفسية والروحية في الصباح، تكون أكثر انتباهاً ونشاطاً وجاهزية لتحقيق أهدافك اليومية.
1- تفاوت وقت الاستيقاظ
لا تغير وقت الاستيقاظ بشكل كبير، لأن ذلك يخلخل الروتين الطبيعي لجسمك. ولا تقلل من ساعات النوم الليلي في عدد من الأيام على أمل أن تقوم بتعويض تلك الساعات في أيام أخرى بالاستيقاظ المتأخر، بل تأكد من حصولك على قسط كامل من النوم كل ليلة حتى تكون جاهزاً في صباح اليوم التالي. والساعة البيولوجية للجسم أحد أهم ما على المرء الاهتمام به وبصحته وبانضباطه، لأنها هي التي تحرك إيقاع جميع العمليات البيولوجية للجسم بطريقة التكيف مع دوران كوكبنا الأرضي. وعلى مدار دقائق الليل والنهار تعمل الساعة البيولوجية على ضبط عدة أمور في الجسم، مثل السلوك، والمزاج، ومستويات الهرمونات، والنوم، ودرجة حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي، وضغط الدم، وقدرات التنسيق الذهني والبدني، وقدرات حركة العضلات وغيرها كثير. ومع اضطراب عمل هذه الساعة البيولوجية، تضطرب كثير من السلوكيات ومستوى المزاج النفسي وقائمة طويلة من المتغيرات الفسيولوجية في الجسم.
2- إطفاء منبه الاستيقاظ
استخدام المنبه للاستيقاظ أحد السلوكيات غير الضارة صحياً، إلا في حالات مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو مرضى القلب الذين يُعانون من عدم الاستقرار الصحي أو المصابين بنوبات الهلع الشديد أو القلق المفرط. وفيما عدا ذلك، من الجيد الاستفادة من منبه الساعة أو الهاتف الجوال لضمان الاستيقاظ الصباحي في وقت مبكر.
وتحت عنوان: “اجلس”، تُؤكد رابطة القلب الأمريكية، “لا يُعد تشغيل السيارة ثم وقف تشغيلها أفضل طريقة لتسخينها في الصباح البارد. إن إطفاء المنبه يُمكن أن يقدم لك خمس دقائق من الاضطراب، كما قد يجعلك أكثر ترنحاً عندما تستيقظ في المرة الثانية”. وتضيف: “صباح الخير هو بأشعة الشمس، إذا استطعت: استيقظ على أشعة الشمس الطبيعية الساطعة المتدفقة من خلال نافذتك. وإذا لم تتمكن من ذلك، فعلى الأقل احصل على إضاءة داخلية. وتشير الأبحاث إلى أن ضوء الصباح يمكن أن يساعدك على الاستيقاظ بشكل طبيعي وبسرعة أكبر.
3- البدء بتفقد الهاتف الجوال
تقول نتائج إحدى الدراسات الطبية أن الأشخاص الذين يتفقدون بريدهم الإلكتروني بشكل منتظم ومتكرر خلال اليوم، يعايشون مستوى أعلى من التوتر النفسي، بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتفقدون رسائله ثلاث مرات باليوم، وفي أوقات متباعدة، ما مفاده أنه “عندما تتحقق أول شيء من هاتفك في الصباح، فإنك تخاطر بتحفيز عقلك على ممارسة التفكير بالمراجعة والنقد واتخاذ القرارات فيما يتوجب عليك فعله إزاء ما تتضمنه وتحتويه رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية من أمور في العمل والأسرة ومع الأصدقاء، وما يجب عليك الرد عليه أو كيفية العمل على تنفيذه”.
وكوسيلة للتخلص من هذه العادة، شحن جوالك في غرفة أخرى، وتناوله بعد أن تفرغ من العناية الصباحية بنفسك، أي بعد دخول الحمام والاستحمام وارتداء الملابس وتناول وجبة الإفطار. ثم بعد أن تكون في مكان هادئ، تفقد جوالك ورسائلك.
4- الاستحمام بالماء الساخن جداً
قد يرى البعض أن الاستحمام بالماء الساخن في صباح الشتاء هو نوع من المكافأة للاستيقاظ من السرير الدافئ وقبل مواجهة البرد في كل صباح. لكن هذا الاستحمام الحار سيسبب مشاكل أخرى في نهاية المطاف، على وجه الخصوص في الجلد الذي سيصبح جافاً ومتهيجاً بالحكة.
ويشير الأطباء إلى وجود فوائد صحية للاستحمام في الصباح. وتقول ما ملخصه: الاستحمام في الصباح يسمح بوقت للتأمل وإعادة تجمع النفس والذهن. وعبر رفع حرارة الجسم الأساسية، يفيد الاستحمام بالماء الدافئ في رفع مستوى اليقظة والانتباه قبل بدء يوم طويل أو صاخب. وإذا كان عليك أن تحلق، من الأفضل أن تفعل ذلك في الصباح لأنك ستكون أكثر وعياً وأقل عرضة لجرح نفسك، ولأن في الصباح يكون لديك ارتفاع في الصفائح الدموية التي توقف أي نزيف في جروح الجلد.
والجلد سيكون في أفضل حالاته عند تنظيفه قبل التعرض للشمس والأوساخ خارج المنزل. وخلايا الجلد بعد استرخائها طوال الليل، تبدأ في النشاط من خلال الاستحمام الصباحي، وخاصة البشرة الدهنية والبشرة المعرضة لحب الشباب.
وفي حين أن الاستحمام في الصباح بالماء الدافئ يمكن أن يجعل بشرتك تبدو أكثر صحة، يمكن أن يكون للاستحمام بالماء الساخن جداً تأثير معاكس، خصوصاً للبشرة الجافة والحساسة.
5- إهمال وجبة الإفطار
إهمال تناول وجبة الإفطار أحد أسوأ سلوكيات التغذية اليومية. وتجمع المصادر الطبية على أن وجبة الإفطار أهم وجبة غذائية في اليوم.
وتشير إلى أن عدم تناول الإفطار يتسبب بسهولة في التعب البدني والذهني، ويُقلل من مستوى النشاط والدقة في الإنجاز العملي والتعليمي. كما أنه سيدفع الإنسان دون أن يشعر نحو تناول الأطعمة المشبعة بالسكريات والدهون.
وتضيف أن ثمة علاقة قوية بين عدم تناول وجبة الإفطار وارتفاع احتمالات زيادة وزن الجسم، ولذا توصلت نتائج كثير من الدراسات الطبية إلى أن وزن جسم الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار في كل يوم، أقل من وزن جسم الذين لا يتناولونها. كما أظهرت نتائج دراسات أخرى أن الأشخاص الذين لا يتناولون وجبة الإفطار هم أكثر عرضة للإصابة بتضيقات الشرايين القلبية، وأكثر عرضة لزيادة حجم البطن ومحيط الخصر، وأكثر عُرضة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم واضطرابات ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم
ق. م