كشفت وزيرة التربية عن عدم التحاق أزيد من 4216 أستاذ بأقسامهم منذ الدخول المدرسي في 6 سبتمبر الجاري، مشيرة أن مصالحها بصدد القيام بالإجراءات القانونية حسب كل حالة، بينما تطرقت في المقابل إلى
الميزانية الخاصة بالتشغيل والتي لا تتجاوز نسبة 15 بالمائة، حيث اعتبرتها ضئيلة في ظل نقص المؤسسات الكفيلة مواجهة ظاهرة الاكتظاظ.
وأكدت وزيرة التربية نورية بن غبريط لدى استضافتها في القناة الثالثة للإذاعة الوطنية أن 0.7 بالمائة من الأساتذة لم يباشروا إعطاء دروسهم بسبب الغيابات، مضيفة أن 104.000 أستاذ جديد سجلوا حضورهم، موضحة أن العمل سار لمعالجة هذا الملف، خاصة وأن مصالحها تسهر على ضمان السير الحسن للبرنامج الدراسي منذ أول يوم من الدخول المدرسي.
وأعلنت وزيرة التربية عن تنصيب لجان على المستوى المحلي والوزاري لحل جميع الثغرات والعيوب، حتى لا تؤثر على استقرار الدخول المدرسي بدءا من الغيابات وقضية عدم فتح عدة مؤسسات تربوية أبوابها بعد لاستقبال التلاميذ، والتي يتجاوز عددها 53 مدرسة، بسبب عمليات النقل والترميم.
أما عن ظاهرة الاكتظاظ فأكدت وزيرة التربية أنها تمس عددا قليلا من المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أن 5.67 بالمائة فقط من الأقسام البيداغوجية تشهد اكتظاظا في الصف المدرسي.
وأبرزت بن غبريط أن هذا الاكتظاظ راجع إلى أسباب متعددة تتعلق أساسا بالولايات والبلديات التي تشهد حركية كبيرة في عملية ترحيل العائلات إلى سكنات جديدة، وبالمقابل لم تتم تهيئة وتوفير المؤسسات التعليمية على مستوى هذه المناطق، مشيرة إلى أنه من ضمن هذه الولايات وهران والجزائر وبومرداس وسطيف، فضلا عن النمو الديمغرافي من جهة ونسبة معيدي السنة ولا سيما في الطور المتوسط.
وفي معرض حديثها عن البنية التحتية والهياكل التي تم تخصيصها للدخول المدرسي أكدت الوزيرة استلام 102 مؤسسة جديدة هذه السنة تضاف إلى المؤسسات الموجودة، إلى جانب أن هناك مشاريع أخرى قيد الانجاز من المنتظر استلامها خلال العطلة الشتوية المقبلة، مبرزة أن المشكل المطروح يتعلق بالدرجة الأولى بصيانة وهيكلة المؤسسات، فلا يكفي بناؤها وفتحها وإنما يجب تجنيد الموارد البشرية في هذا الإطار.
وأوضحت أن هناك 000 27 مؤسسة تعليمية على مستوى الوطن وأن عدد موظفي القطاع لا يزال “غير كاف” ولا سيما ما تعلق بالإشراف الإداري، مؤكدة في هذا السياق أن ميزانية التشغيل تقدر بحوالي 15 بالمائة ويبقى هناك نقص في هذا الجانب على حد تعبيرها.
من جهة أخرى اعتبرت الوزيرة أن فتح المدارس الداخلية لصالح تلاميذ المدارس الثانوية من أولوياتها، حتى لو كانت تقول “إنه هناك “تحفظات” على مستوى المجتمع، لإرسال أبنائه هناك.
وقالت وزيرة التربية حول الكتب المدرسية إنها أعطت تعليمات للحفاظ على بيع الكتب المدرسية بالمؤسسات التعليمية على الرغم من أنها متوفرة في المكتبات، معلنة في سياق آخر عن تلقي 25 بالمائة من التلاميذ منحهم الخاصة بـ3 آلاف دينار، وقالت إنه تم هذه السنة منح أدوات مدرسية مجانا لنحو 1.3 مليون تلميذ، مشيرة إلى تقديم المنحة المدرسية التي تقدر بـ3.000 دينار لصالح 2.8 مليون تلميذ معوز.
وجددت وزيرة التربية نورية بن غبريط تأكيدها على إعطاء حيز كبير لتدريس اللغات للانفتاح على العالم، مع تطوير في ذات السياق تدريس اللغة العربية من خلال تكثيف تكوين الأساتذة بغية تحسين كفاءات المتمدرسين، قائلة إن “إضفاء الطابع الديمقراطي على المدرسة، وجزأرتها، وتعريبها أصبحت حقيقة”، معتبرة أن ما بعد البعد الكمي، لا يزال من الضروري ضمان الكفاءة والانفتاح على اللغات.