يعاني سكان الحي القصديري “بوسكول” التابع لبلدية بوزريعة بأعالي العاصمة، منذ ثلاثين سنة، من ظروف جد صعبة بالنظر إلى افتقارهم للعديد من المرافق الضرورية، على غرار هشاشة السكنات المعرضة للانهيار في
أية لحظة بسبب مشكل انزلاق التربة، ما أدى بهم للمطالبة بالترحيل ضمن عمليات الترحيل المقبلة.
وفي هذا الصدد، أوضح العديد من القاطنين بالحي، أن سكناتهم باتت هشة، بالنظر إلى التشققات الكبيرة التي ساعدت على تسرب كميات المياه بداخلها خلال فصل الشتاء وتساقط الأمطار، ما يجعلهم يعانون الويل في أكواخ باردة، مشيرين إلى جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها أمام انعدام شبكة الغاز الطبيعي، ما يضطرهم إلى الاستنجاد بقارورات غاز البوتان، هذه الأخيرة التي بات يصعب الظفر بها في فصل الشتاء وكثرة الطلب عليها في المنطقة، دون نسيان غلاء ثمنها الذي يصل إلى 270 دينارا، ما أثقل كاهل متوسطي الدخل، ناهيك عن انعدام المسالك والطرقات المؤدية للحي وغيرها من المشاكل التي يعانون منها منذ ثلاثين سنة دون أي تدخل من السلطات الولائية من أجل انتشالهم من الجحيم الذي يعيشونه.
في سياق متصل، تطرق المشتكون إلى مشكل آخر، تمثل في مواجهتهم اليومية لخطر الموت بسبب تكرار انزلاقات التربة، ما زاد من مخاوفهم، منددين بالوعود الكاذبة التي تلقوها في أكثر من مرة من السلطات المحلية بشأن ترحيلهم إلى سكنات لائقة، غير أن الأمر على حد تعبير المشتكين مجرد “تهدئة لهم” البالغ عددهم أكثر من 200 عائلة تعيش يوميا في قلق وحيرة خوفا من الموت تحت الأنقاض في أية لحظة، لاسيما مع تكرار مسلسل الانزلاقات الذي تعرفه المنطقة المحاذية للوادي المعروف بخطورته، ناهيك عن الوضعية المهترئة التي تعرفها طرقات الحي السالف الذكر، إضافة إلى مشكل آخر لا يقل أهمية عما تم ذكره والمتمثل في التعفن الذي يعيشه الحي بسبب جريان المياه القذرة، التي ما تزال على حالها لسنوات.
هذا، وألح السكان على ضرورة ترحيلهم ضمن عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر، منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، ومنحهم سكنات الكرامة مثلهم مثل العديد من العائلات التي سبق وأن تحقق حلمها.