يجتمع، هذا الأسبوع، أكثر من 25 فنانا إفريقيا، ضمن برنامج ثقافي وموسيقي هو الأول من نوعه خلال جائحة كورونا، تحتضنه مدينة تاغيت ببشار لمدة أسبوعين.
وتسعى التظاهرة الثقافية لتجسيد وتعزيز قيم التآخي والمحبة والتعايش المشترك بين جميع شعوب المنطقة، وتكريس ثقافة الانفتاح على الآخر، من خلال إظهار التواصل الثقافي والاجتماعي الإفريقي مع باقي سكان العالم.
ولإبراز تلك النقاط، سيتم التركيز على التمازج الثقافي الموسيقي بين القارة السمراء والولايات المتحدة، من خلال تسليط الضوء على الإسهامات الفنية للأفارقة الأوائل الذين هاجروا إلى أمريكا، بطرق مختلفة، منذ القرن السابع عشر إلى يومنا هذا.
ولهذا الغرض دعت الجزائر مجموعة من الفنانين الذين يحملون جنسية الدول التي تجمعها حدود مشتركة مع الجزائر، على غرار المغرب وتونس ومالي وليبيا وموريتانيا والنيجر، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، التي ستكون حاضرة بفنانين يؤدون أغاني الجاز والهيب هوب.
وجاء اختيار تاغيت، لما تشكله من جزء مهم من الصحراء الكبرى الإفريقية، التي تبلغ مساحتها 9 ملايين كيلومتر مربع وتمتد من المغرب إلى مصر، وتشمل دول شمال إفريقيا.
وأكدت الفنانة الجزائرية الشابة هند بوكلة، التي تشارك في هذا الحدث الفني، أن الهدف منه هو “إبراز الروابط التاريخية الموسيقية والثقافية التي تجمع البشرية، وتذكير العالم بأهمية الموسيقى في الحفاظ على روابط التسامح والعيش معا”.
وقالت بوكلة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لقد قدمت إفريقيا الكثير من الإبداع الموسيقي والفني للعالم عبر التاريخ”.
وبالإضافة لإبراز الأثر الإيجابي لتلك القيم، وتثمين التنوع الثقافي وإظهار البعد التاريخي وأشكال التعبيرات الثقافية التي تزخر بها المنطقة، فإن التظاهرة تحمل أيضا أهدافا أخرى ذات طابع سياحي.
وسيمتد الحدث الفني والثقافي لمدة أسبوعين، وتحديدا حتى 13 مارس 2022، وهي الفترة التي ستشهد تنظيم ورشات عمل وكتابة العديد من الأغاني التي تعتبر بمثابة العقد، الذي يجمع بين الموسيقى الأمريكية وأصولها السمراء.
وبدوره، أكد المدير الفني للتظاهرة الفنان الجزائري شكيب بوزيدي، أن هذا الحدث الثقافي ينظم من جانب السفارة الأمريكية بالجزائر، بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون.
وأضاف أن هناك “تقاطعات كبيرة بين موسيقى شمال إفريقيا وموسيقى الجاز والهيب هوب الأمريكية، التي نشأت على يد الأفارقة الذين هاجروا بطرق مختلفة إلى الولايات المتحدة قبل نحو 400 عام”.
ويعتبر الموعد الفني، امتدادا لبرنامج ثقافي عالمي انطلق لأول مرة عام 2012، بعنوان “وان بيت”، وقد جمع حتى الآن أكثر من 370 موسيقيا من 50 بلدا.
ب/ ص