غمرت، مؤخرا، مياه الأمطار السكنات الهشة والبنايات القديمة وكذا العمارات على مستوى معظم أحياء وسط مدينة عنابة، خاصة على مستوى جبانة ليهود وبرمة الغاز وديدوش مراد ولاستي أوزاس، فيما سببت
السيول الجارفة فوضى وازدحاما كبيرين في حركة المرور على معظم الطرقات الرئيسية، مما عطل تنقل أصحاب السيارات واستدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لجمع المياه الراكدة بالأحياء والطرقات مما ساهم في فتح حركة المرور.
ولاحتواء مشكل الفيضانات، أعطى والي عنابة محمد سلماني لمديرية البناء والتعمير تعليمة صارمة خاصة بتكوين لجنة استعجالية ولائية تضم ممثلين من البلدية ومختلف الفاعلين في القطاعات الأخرى على غرار مديرية الري والأشغال والتجهيزات العمومية من أجل مواجهة مخلفات الأمطار الأخيرة، بالإضافة إلى بعث مخطط استعجالي لتهيئة شبكات الصرف الصحي التي غمرتها السيول الجارفة وترميم الأرصفة.
20 نقطة سوداء وراء فيضانات عنابة
وقد تم تحديد 20 نقطة سوداء من طرف مصالح بلدية عنابة من أجل تنفيذ المشاريع المسجلة في قطاع الترميم منها تعبيد الطرقات وإعادة ربط الأحياء الكبرى بشبكة الصرف الصحي وتجديد القنوات الخاصة بتوصيل المياه الشروب بأحياء واد فرشة 02 وحي بورسعيد التي تدخل في إطار برنامج إعادة تأهيل وتهيئة مناطق التوسع العمراني.
وحسب تقرير مديرية البناء والتعمير، فإن نقطة الانطلاق بدأت من حي الكاليتوسة الشطر الثاني و1300 مسكن بخرازة ومنطقة الحروشي بعين الباردة 680 مسكنا، فيما انطلقت الدراسات الأخرى لتهيئة كل من مناطق الكاليتوسة 02، البسباسة وسيدي عمار.
أما فيما يخص المناطق المبرمجة في إطار أشغال المخطط الاستعجالي بعد تحضير الصفقات بها لمدة شهر، فيتعلق الأمر بحي الطاحونة بعنابة وسط، واد الذهب الشطر الأول وفالمسكور ولورونجري وحي سيبوس، أما فيما يخص الأحياء التي تمت عليها المصادقة لدفاتر الشروط والإعلان عن مناقصات للتهيئة العمرانية وفتح الأظرفة لاختيار المقاولات، علما أن اللجنة التي تم تعيينها من طرف الوالي تحرص على تعميم قطاع التهيئة بمختلف أحياء عنابة ومعاينة عملية انجاز أصحاب المقاولات خاصة منها التي تتبع سياسة البريكولاج والترقيع مما أدى إلى فشل المشاريع الاستثمارية الكبرى بعنابة والتي كانت قد استهلكت الملايير دون أن تعزز مختلف القطاعات الحيوية وهي تعبيد الطرقات وربط السكنات بالمياه الشروب ومختلف المرافق الأخرى.
16 مليار سنتيم لإنجاز الأرصفة والطرقات ومكافحة تسربات مياه الأمطار
تساءل العديد من المنتخبين المحليين بعنابة، عن مصير الأموال التي وجهت لتهيئة الطرقات والأرصفة بولاية عنابة، التي تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى ورشة مفتوحة على الأشغال رغم أنه لم يمر على إنجازها فترة من الزمن، الأمر الذي أثار استياء سكان الأحياء المتضررة طرقاتها خاصة منهم أصحاب سيارات الأجرة الذين أصبحوا يرفضون الذهاب إلى وجهات معينة بحجة الوضعية الكارثية للطرقات. وحسب تقرير الجهات المحلية بعنابة، فإنه تم تخصيص نحو 16 مليار سنتيم من أجل تهيئة الطرقات والأرصفة الموزعة على مستوى 40 نقطة بتراب بلدية عنابة، منها عنابة وسط، بني محافر، الزعفرانية والقمم والطريق المحوري المؤدي إلى سوق الحطاب وسويداني بوجمعة ومحطة المسافرين شاند مارس، إضافة إلى أحياء أخرى وهي العملية التي استهلكت حسب تقرير مصلحة الطرقات بالولاية 140 طنا من الإسمنت.
وقد أسفرت عمليات الحفر العشوائي الذي خلفته مقاولات البناء بمدينة عنابة عن تعرية الطرقات والإضرار بها بشكل كبير، حيث تزيد وضعيتها تعقيدا خلال فصل الشتاء، أين يصعب على السائقين استعمالها وذلك لتأخر أصحاب المقاولات في ردم الحفر وإعادة التراب إلى مكانه وصيانة الطرقات قبل توحلها.
وزادت أشغال تجديد قنوات الصرف الصحي التي تربط ألف وحدة سكنية بوسط المدينة من تفاقم الوضعية كحي لاكولون وقومبيطا وشاند مارس وغيرها، لأن الطرقات الفرعية ساهمت في مضاعفة ظهور الأخاديد ومن ثم انجراف التربة وغرق المدينة في الفيضانات.
وفي هذا الشأن، أكد والي عنابة محمد سلماني على ضرورة تهيئة الطرقات المتضررة جراء مياه الأمطار والحفر العشوائي وذلك لحماية ولاية عنابة من الفيضانات، خاصة أن الطرقات المحورية تربط المدينة بأعالي سرايدي، أين تزيد من منسوب مياه الوديان الفرعية التي تمتلئ بالطمي والحصى وأغصان الأشجار.
مخطط استعجالي إضافي قيد التنفيذ
برمجت، مؤخرا، مديرية الأشغال العمومية بعنابة مخططا استعجاليا لحماية عنابة من خطر الفيضانات، وذلك بتهيئة نحو 85 كلم طول القنوات التي غمرت بمياه الأمطار والأتربة وأغصان الأشجار، وهي العمليات الأولى من برنامج مكافحة الفيضانات بالنقاط السوداء.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإنه تم تحديد النقاط السوداء داخل وخارج مدينة عنابة منها إعادة فتح مدخل بلدية شطايبي الذي غمرته مياه الأمطار والأتربة ما أدى إلى انزلاق التربة، وقد رصدت ذات الجهة غلافا ماليا معتبرا لإعادة تهيئة الطريق تفاديا لأي فيضانات أخرى، في انتظار بناء سد بذات المنطقة. وفيما يخص الطريق المؤدي إلى بلدية سيدي عمار تم استكمال كل أشغاله، في الوقت الذي بقي فيه ممر بوعلي سعيد بوسط مدينة عنابة يشكل النقطة السوداء بسبب الفوضى والازدحام خاصة مع تساقط الأمطار، وعليه سيتم تدارك كل النقاط السوداء المسجلة على مستوى مصالح مديرية الأشغال العمومية والتي كانت قد أعدت دراسة مفصلة عن وضعية المناطق المتسببة في الفيضانات بولاية عنابة.
18 مليون دينار لإطلاق مخطط حماية عنابة من الفيضانات
أفرجت مصالح بلدية عنابة عن مشروع ضخم جديد يخص عملية تنفيذ المخطط الوقائي لحماية المدينة من الفيضانات وذلك تحسبا لتقلبات الجو والعواصف الثلجية مع استكمال مشاريع التهيئة وجهر الوديان ومجاري مياه الأمطار، وفق البرنامج المسطر ضمن عملية واسعة، وقد رصدت للعملية نحو 18 مليون دينار. وقد اعتبر الوالي أن عملية تجسيد المشروع في طريقها للإفراج، لكن يبقى المشكل المطروح هو انجراف الأتربة من المناطق العلوية منها جبال الإيدوغ ومنطقة سرايدي، مما يؤدي إلى انسداد البالوعات وامتلاء الوديان المجاورة لأحياء مدينة عنابة الكبرى بالأتربة وأغصان الأشجار منها وادي الفرشة.
وفي سياق متصل، برمجت مصالح بلدية عنابة 12 عملية جديدة خاصة بجهر الأودية ورفع الأتربة عن المناطق المنخفضة وهي لاكولون، بني محافر وحي 8 مارس، فيما تم تحديد 6 أحياء كنقاط سوداء وهي رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة، حي الفخارين وبني محافر عبر إقليم البلدية، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة وذلك يدخل في إطار مخطط مكافحة الفيضانات، علما أنه تم تحديد نهاية الشهر الجاري كآخر أجل لعمليات رفع الأتربة والأوحال التي تجمعت تزامنا مع التساقط الكبير لمياه الأمطار التي فاقت معدلها الفصلي خلال الآونة الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن والي عنابة محمد سلماني كان قد نصب لجانا خاصة لمتابعة ملف الفيضانات بالتجمعات السكانية الموجودة بعنابة وما جاورها، منها بلديات حجر الديس بسيدي عمار والحجار والبوني والتي عرف سكانها انهيارات كبيرة في بناياتهم جراء تساقط مياه الأمطار بعنابة خلال السنة الماضية.
مصالح البلدية تسند ملف حماية مدينة عنابة من الفيضانات إلى الشركات المتخصصة
وافقت مصالح بلدية عنابة على مشروع إسناد ملف حماية عنابة من الفيضانات إلى مؤسسة عنابة نظيفة وغيرها من المؤسسات الاقتصادية الأخرى وشركاء القطاع، حيث تم تنفيذ الدراسة الأولية من أجل الإسراع في عملية إنقاذ المدينة من مشكل الفيضانات خاصة مع حلول فصل الشتاء، أين تتعقد الوضعية الداخلية للمدينة، خاصة أمام تزايد منسوب مياه الأمطار بالسدود والوديان.
من جهة أخرى، أفرجت مصالح بلدية عنابة عن مشروع ضخم جديد يخص عملية تنفيذ المخطط الوقائي لحماية المدينة من الفيضانات، واستكمال مشاريع التهيئة وجهر الوديان ومجاري مياه الأمطار وفق البرنامج المسطر ضمن عملية واسعة وقد رصدت للعملية نحو 20 مليون دينار. وقد اعتبرت مصالح بلدية عنابة أن عملية تجسيد المشروع في طريقها للإفراج حسب الدراسة الأولية للشركة العمومية التي تتابع برنامح مواجهة الفيضانات، لكن يبقى المشكل المطروح هو انجراف الأتربة من المناطق العلوية منها جبال الإيدوغ ومنطقة سرايدي، مما يؤدي إلى انسداد البالوعات وامتلاء الوديان المجاورة لأحياء مدينة عنابة الكبرى بالأتربة وأغصان الأشجار منها وادي الفرشة.
وفي سياق متصل، برمجت مصالح بلدية عنابة 16 عملية جديدة خاصة بجهر الأودية ورفع الأتربة عن المناطق المنخفضة وهي لاكولون، بني محافر وحي 8 مارس، فيما تم تحديد أربعة أحياء كنقاط سوداء وهي رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة عبر إقليم البلدية، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة وذلك يدخل في إطار مخطط مكافحة الفيضانات، علما أنه تم تحديد 30 ديسمبر الجاري كآخر أجل لعمليات رفع الأتربة والأوحال التي تجمعت تزامنا مع التساقط الكبير لمياه الأمطار التي فاقت معدلها الفصلي خلال الآونة الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن والي عنابة محمد سلماني قد نصب لجانا خاصة لمتابعة ملف الفيضانات بالتجمعات السكانية الموجودة بضواحي الولاية منها بلديات برحال والحجار وعين الباردة.