اتخذت مصالح بلدية عين طاية، شرق العاصمة، جملة من التدابير التي اعقبت تهاطل أولى أمطار الخريف، تجنبا لتسجيل كوارث تنعكس تبعاتها على السكان والممتلكات، من خلال إنهاء مشكلة اهتراء قنوات تصريف المياه القذرة التي لطالما اتخذت مجرى غير مجراها الطبيعي لا سيما عند هطول الأمطار، متدفقة في كل مكان ومعرقلة حركة السير، ما يجبر السلطات في كل مرة على عمليات تطهير وتنظيف بإخراج شاحنات الضخ والإفراغ لإزالة الإنسداد غير أن الأمر سرعان ما يعود إلى حالته الأولى وتزكم أنوف المواطنين من الرائحة الكريهة المنتشرة، دون الحديث عن الاضرار التي تنالها الشواطئ من هذا الاهتراء ومعها الأراضي الفلاحية الخصبة بحيث تساق المياه مباشرة إلى مجالاتها محولة حياة السكان إلى جحيم.
حرصت البلدية في عملية استعجالية لها إلى اعادة تهيئة شبكة قنوات الصرف الصحي وتدعيمها بانابيب ذات قطر كبير تستوعب منسوب المياه المتدفق الذي يزداد خلال الأيام الماطرة بغية السيطرة على توجهات المياه وتحويل مساره بعيدا عن الشواطئ، التي استقبلت على مدار ثلاث سنوات كميات كبيرة من هذه القذارة على غرار شاطئ القادوس الذي يعد من بين أبرز الشواطئ الجميلة في الجزائر وقد تعرض للتشويه وامتنع عنه كثير من المصطافين في حين تكتل آخرون لتشكيل قوة ضغط من شأنها حمايته من صب كل انواع النفايات به بالاخص مخلفات المصانع والمياه القذرة، شانها في ذلك شأن الأراضي الفلاحية الخصبة التي نالت حصتها من التلوث وارتوت أكثر من مرة بمياه الصرف الصحي، مهددة بذلك المحاصيل الزراعية ومصدر رزق كثير من الفلاحين الذين لا يملكون غير هذه المهنة للاسترزاق منها.
وعملت البلدية التي تلقت عدد لا باس به من الشكاوى المرتبطة بالوضع البيئي المتردي بالمنطقة واهتراء قنوات الصرف الصحي ومعها الطرقات والمسالك إلى اعادة الاعتبار لشبكة المياه وإصلاح الأعطاب التي تعرضت لها وتغيير المهترئة منها، مع بعث مشاريع هامة خاصة بتعبيد الطرق، التي تعتبر شريان العاصمة والتي عرفت تطورا ملحوظا بالمنطقة، خاصة بعدما خصصت لها ميزانية معتبرة بغية التخفيف من أزمة الازدحام المروري وإعادة الاعتبار للوجه الجمالي للمنطقة. كما سارعت في السياق ذاته إلى جمع النفايات المتراكمة والقضاء على النقاط السوداء التي تشكلت في الفترة الاخيرة.
إسراء أ.