توصل الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى اتفاق نهائي مع التلفزيون الجزائري، يقضي بحصول الأخير على كواليس المنتخب الوطني خلال كأس أمم إفريقيا 2017، المزمع تنظيمها في الغابون مطلع العام المقبل.
وجاء قرار الفاف مفاجئا للمتتبعين لأنها لم تقم بالإعلان عن أي مناقصة تخص هذا العرض كما دأبت على القيام به في السنتين الأخيرتين، اللتين عرفتا لجوء هيئة روراوة إلى تقليد موجود لدى المنتخبات العالمية من أجل
إحراز مداخيل مالية أكبر، لتقطع بذلك الطريق على القنوات الخاصة، التي كانت تحصلت على كواليس “كان 2015” ومونديال البرازيل 2014.
وكشف مصدر عليم لـ “الموعد اليومي”، أن الفاف قررت بيع كواليس المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا المقبلة إلى اليتيمة.
وأضاف ذات المصدر أن المفاوضات جرت في سرية تامة بين الطرفين، ودون ضجة كبيرة كما حدث في تجارب سابقة تخص هذا الشق من التسويق الإشهاري لصورة المنتخب الوطني.
ولم يكشف مصدر “الموعد اليومي” عن التفاصيل المالية للصفقة، لكنه أكد بالمقابل أنها أقل مما جنته الفاف من القنوات الخاصة في سنتي 2014 و2015 بخصوص كأسي العالم وإفريقيا على التوالي.
وتأتي خطة الفاف، حسب مصدرنا، إلى رغبة مسؤولها الأول محمد روراوة إلى تفادي صداع الرأس، الذي كان سيتسبب فيه طرح المنافسة ما بين القنوات الخاصة، وفضل منح الأفضلية للقناة العمومية تجاوبا مع الصورة الوطنية لـ “محاربي الصحراء”، خاصة أن أكبر المنتخبات العالمية تربط صفقات مماثلة مع القنوات العمومية، كما يحدث مع المنتخب الفرنسي، الذي عقد شراكة مع القناة الفرنسية الأولى، والمنتخب الاسباني مع القناة العمومية الإسبانية، دون نسيان منتخبات أخرى وعلى رأسها المنتخب الألماني.
ويتيح الاتفاق الجديد بين الفاف واليتيمة للأخيرة تصوير كل كواليس المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا المقبلة، سواء داخل الفندق أو معسكر التدريبات، كما ستحظى بأولوية إجراء اللقاءات والحوارات خارج الأجندة الرسمية للمواجهات في مختلف أدوار هذه المنافسة، ما سيشكل ضربة موجعة للقناة القطرية “بين سبورت”، التي لن تحظى بالحصرية لكواليس “الخضر” هذه المرة.
من جهة أخرى، لم يتمكن التلفزيون الجزائري لحد الساعة من ضمان حق متابعة الجزائريين لكأس أمم إفريقيا 2017 ومواجهات زملاء براهيمي على وجه التحديد، حيث لم يتوصل لاتفاق مع القناة البنفسجية المالك الحصري لحقوق بث “كان 2017” في شمال إفريقيا، خاصة في ظل المطالب المالية المبالغ فيها للقناة القطرية، التي حددت سعر باقة 10 مباريات فقط في هذه الدورة بمبلغ 15 مليون دولار، أي بزيادة 5 ملايين دولار مقارنة بدورة 2015، وهو الأمر الذي قد يحرم الجزائريين من متابعة دورة الغابون، خاصة في ظل سياسة التقشف المعتمدة سنة 2017، وإصرار الحكومة على ترشيد النفقات العمومية، وعدم استعدادها لدفع قيمة مالية خيالية كالتي تتمسك بها القناة القطرية.