تحمل موجات الحر في فصل الصيف مشكلة للبعض، وهي زيادة إفراز العَرَق بسهولة في الأجواء عالية الحرارة خارج المنزل أو داخله، أو مع القيام بأي مجهود بدني. وربما يترافق لديهم ذلك مع تغير رائحة الجسم. وصحيح أن زيادة التعرّق تمثل معاناة لهم، ولكن ببذل شيء من الاهتمام والعناية بالجسم، من الممكن التغلب على المشكلة، ومن السهل جداً الحفاظ على رائحة زكية للجسم.
إفراز العَرَق
وإليكم 15 حقيقة عن إفراز العَرَق وكيفية التغلب على أي مشكلات قد تنجم عن تلك العملية الطبيعية في الجسم، وهي:
- الشخص البالغ لديه ما بين 2 و4 ملايين غدة عَرقية في مناطق الجلد المختلفة للجسم، باستثناء جلد الشفتين والحلمتين والأعضاء التناسلية الخارجية لأنها خالية من أي غدد عرقية.
- الغدد العَرَقية ثلاثة أنواع؛ نوع متحور لإفراز شمع الأذن في قناة الأذن الخارجية، ونوعان آخران من الغدد العَرَقية لإفراز سائل العَرَق، هما: “الغدد العَرَقية المُفترزة”، و”الغدد العَرَقية الفارزة” وهما تختلفان في وقت بدء نشاطهما، وفي توزيعهما على مناطق الجلد المختلفة، وفي طبيعة عملهما، وفي مكان خروج سائل العَرَق منهما.
.3 “الغدد العَرَقية الفارزة” توجد في جميع مناطق الجلد، ولكن تتركز بشكل أكبر في راحة اليدين وباطن القدمين والجبين والصدر. وتظهر في عمر أربعة أشهر للجنين وهو في رحم أمه. ومسام هذه الغدد تفتح مباشرةً على سطح الجلد، ليخرج العَرَق مباشرةً عليه. وتُنتج سائل عرق لا رائحة ولا لون له، ويحتوي على ماء وأملاح فقط. وذلك بكمية نحو 700 مليلتر في اليوم في الأجواء المعتدلة ولها أيضاً القدرة على الوصول إلى إفراز 3 لترات أو أكثر من العَرَق تحت ظروف الحرارة الشديدة. والهدف هو تبريد الجسم عند التعرّض للأجواء الحارة.
- عند زيادة وزن الجسم تضطر “الغدد العَرَقية الفارزة” لرفع كمية إفراز العَرَق، لأن كتلة الجسم الكبيرة تتطلب كمية أكبر من العَرَق لتبريده. لذا فإن خفض وزن الجسم إحدى وسائل تخفيف كمية العَرَق. وبذل المجهود البدني يزيد من إفراز العَرَق لدى الأشخاص الذين لا يُمارسون الرياضة بانتظام.
- الغدد العَرَقية المفترزة أكبر حجماً من الغدد العَرَقية الفارزة. ويتركز وجودها في مناطق الإبطين والأعضاء التناسلية والجلد حول فتحة الشرج وجلد منطقة السرة وفروة الرأس وأطراف الجفون، أي أماكن بها شعر. وتفتح مسامها على بصيلة الشعر ليخرج سائل العَرَق منها مع ساق الشعرة. ولا تبدأ في العمل لإفراز العَرَق إلاّ مع بلوغ مرحلة المراهقة من العمر.
- تفرز “الغدد العَرَقية المفترزة” سائل عرق يحتوي على ماء وأملاح و”بروتينات ودهون”، ولا رائحة ولا لون له عند “لحظة” إفرازه على الجلد. ولكن وجود البروتينات والدهون، يُحفز البكتيريا (الموجودة بمنطقة الإبطين والأعضاء التناسلية) على تناول تلك الدهون والبروتينات التي في العَرَق، كغذاء لها. ونتيجة لذلك تُفرز البكتيريا عدداً من المواد الكيميائية التي تغيّر رائحة تلك المناطق من الجسم.
- سائل العَرَق في مناطق كالجبين والظهر والساعدين والأفخاذ، لا رائحة له، حتى مع وجود البكتيريا على سطح جلد هذه المناطق. ولكن قبل تبخره عن سطح الجلد، يمتزج بعدد من المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم على سطح الجلد (مثل المركبات في الثوم)، والتي لها رائحة بالأصل. ولذا يحمل بخار العَرَق آنذاك رائحة تلك المواد الكيميائية.
- حالة “فرط زيادة التعرق” تحصل فيها زيادة مفرطة في إفراز العَرَق عندما لا يحتاج الجسم إلى التبريد. وهناك نوعان، الأول “فرط التعرق الأساسي”، الذي لا علاقة له بأي اضطرابات في الجسم، ويبدأ منذ الطفولة أو المراهقة. وقد يحدث في منطقة واحدة أو منطقتين فقط من الجسم بينما يظل باقي الجسم جافاً، وسبب هذه الحالة غير معروف. والآخر أكثر شيوعاً، وهو “فرط التعرق المتقدّم”، الذي قد يحصل مع زيادة الوزن، ومرض السكري، ومرض النقرس، والإصابة بأحد أنواع الأورام، وبلوغ سن اليأس، وفرط نشاط الغدة الدرقية، واضطرابات الغدة النخامية، والالتهابات الميكروبية.
- تتراكم الحرارة في الجسم نتيجة عمليات الأيض الكيمائية الحيوية التي تجري في الجسم، ونتيجة الطاقة الحرارية التي تنتج مع تحريك العضلات واستهلاك السكريات والدهون في إنتاج الطاقة. ولكن هناك مصادر أخرى غير طبيعية لتراكم الحرارة في الجسم، كحمّى الالتهابات الميكروبية، والوجود في أجواء مناخية حارة، وزيادة التفاعل العاطفي، واضطرابات الهرمونات المرافقة لبلوغ سن انقطاع الطمث، وزيادة نشاط الغدة الدرقية.
- قدرة الجسم على استخدام الغدد العَرَقية بكفاءة لإتمام مهمة تبريد الجسم، تعتمد على عوامل داخل الجسم وعوامل في البيئة الخارجية المحيطة بالجسم.
- ارتفاع رطوبة الأجواء يُقلل من فرص تبخر العَرَق وتبريد الجسم عند الوجود في أجواء حارة. وثمة تدنٍّ في عدد الغدد العَرَقية لدى كبار السن والأطفال الصغار جداً ومَنْ لديهم حروق بالجلد. ووجود أمراض في أعصاب الجلد وفي الأوعية الدموية في الجلد، يُقلل من فرص إنتاج العَرَق لتبريد الجسم. وجفاف الجسم من السوائل لا يُعطي الجسم وفرة من الماء كي يُنتج كميات كافية من العَرَق. وكذا مع ارتداء ملابس ثقيلة تغطي أجزاء الجلد التي يجب أن يتبخر سائل العَرَق عن سطحها لتبريد الجسم.
- للجينات دور محتمل في عمليات إفراز العَرَق ورائحته، ولكن جوانب عدة من هذه العلاقة لا تزال غير واضحة.
- على عكس ما قد يتوقع البعض، فإن بقع الإبط الصفراء على القمصان البيضاء ناتجة عن تفاعل كيميائي بين مكونات المستحضرات المضادة للتعرّق والملابس والعَرَق. أي أن تلك البقع الصفراء ليس مصدرها العَرَق نفسه، بل هو وجود عنصر الألمنيوم في مكونات مضادات التعرق. والألمنيوم مكون نشط في العديد من مضادات التعرق، ويُضاف بهدف التحكم في إفراز الغدد العَرَقية للعرق أو منعها تماماً من ذلك. وعندما يمتزج الألمنيوم مع الملح في العَرَق الطبيعي، تظهر بقع صفراء، وتلتصق بالقميص.
- المحافظة على نظافة البشرة من خلال الاستحمام اليومي، خصوصاً تنظيف منطقة الإبطين والأعضاء التناسلية، والحرص على غسل الملابس بانتظام وارتداء ملابس نظيفة، وتقليل تناول الأطعمة الغنية بالتوابل العطرية والثوم واللحوم الحمراء، وإزالة شعر الإبطين لتسهيل تبخر العَرَق بسرعة أكبر وعدم اعطاء البكتيريا وقتاً طويلاً للتفاعل مع مكوناته، هي الخطوات الأربع الرئيسية في تخفيف رائحة عرق الإبط.
- مزيلات رائحة العَرَق مصمَّمة للتخلص من الرائحة الكريهة. وإضافةً إلى المواد المعطّرة، يحتوي غالبها على كحول أو مواد أخرى لديها القدرة على القضاء على البكتيريا بشكل مؤقت. وهي تختلف عن المستحضرات المضادة للتعرّق. ويُمكن أن يحتوي المستحضر على كل من: مزيل رائحة العَرَق مع مُضاد التعرّق. وتعمل مضادات التعرّق الموضعية عن طريق تشكيل سدادة هلامية في قناة الغدة العَرَقية، وتمنع السدادات الغدة من إفراز السائل، وتزول بمرور الوقت. وبحجز العَرَق في الغدد العَرَقية، يتلقى الجسم إشارة بأن غدد العَرَق ممتلئة، وبالتالي يتناقص إنتاج العَرَق.
ق. م