قسنطينة… التجارة الفوضوية تخنق الأحياء والأسواق

قسنطينة… التجارة الفوضوية تخنق الأحياء والأسواق

تتواصل معاناة تجار سوق عبد المجيد مساعيد المغطاة بحي الدقسي بقسنطينة، حيث تشكل التجارة الفوضوية طوقا يحيط بالمرفق، فيما تمثل الطاولات امتدادا للباعة الموجودين على مستوى الجهة العليا من الحي، أين أحاط البعض مربعاتهم بأسوار صغيرة بالقرب من “برازيليا”، كما تحول الملعب الجواري الذي وعدت السلطات بنقل الباعة إليه إلى حظيرة للمركبات.

وقادتنا جولة إلى سوق عبد المجيد مساعيد، حيث لاحظنا بداية من بوابته الرئيسية المقابلة لعمارات الدقسي طاولات الباعة الفوضويين تهيمن على مساحة واسعة وتخنق الممر، بالإضافة إلى السيارات التي يركن أصحابها عند المدخل مباشرة، في حين تمتد الطاولات إلى غاية الأروقة الداخلية للسوق التي تضم المئات من التجار الذين يستغلون محلات استفادوا من كرائها من مصالح البلدية، كما اشتكى تجار من نشاط التجار الفوضويين الذين يزاحمونهم في المرفق، خصوصا وأنه يمتد إلى خارج السوق بمحيط ملعب بورطل، وهو نفس ما لاحظناه، في حين أكد التجار أن النشاط الفوضوي يؤدي إلى انتشار القمامة والروائح الكريهة، حيث لاحظنا داخل السوق محلات يعرض أصحابها اللحوم البيضاء والحمراء والأحشاء دون مراعاة شروط النظافة، حيث يبيعونها خارج الثلاجات، كما أن الدجاج المعروض لا يحمل أي وسم يوضح مصدره للزبون، وأكد لنا تجار أنه يذبح في السوق في بعض الأحيان.وناشد أحدهم السلطات المحلية من أجل منحه أحد المحلات التي قال إنها مغلقة على مستوى السوق من أجل استغلالها في نشاط تجاري بصيغة الكراء، مشيرا إلى أن له خمسة أطفال ولم يعد يجد ما يلبي احتياجاتهم لكونه عاطلا عن العمل، كما أوضح لنا أنه وجّه عدة رسائل إلى الوالي ومصالح البلدية التي ردت عليه في جانفي الماضي باستحالة منحه محلا بالسوق إلا عن طريق المزاد العلني، وأرانا الرد الذي تسلمه من البلدية، لكن المعني أكد لنا أنه لا يملك من الموارد ما يسمح له بالمشاركة في المزاد، كما أضاف صاحب الطلب الذي أرانا أيضا نماذج عن الرسائل التي وجهها إلى الوالي، كما أنه قرع جميع الأبواب لكن دون جدوى، حيث ذكر في إحدى الرسائل أنه كان مستفيدا من محل ضمن السوق المذكورة، لكنه أقصي بعد ذلك، كما شارك في العديد من مسابقات التوظيف ورفض على مستوى عدة مؤسسات.

 

ملعب جواري يتحول إلى حظيرة للمركبات

وواصلنا جولتنا بين طاولات الباعة الفوضويين، حيث تنقلنا إلى الموقع الذي احتلوا فيه الطريق المحاذي لما كان يعرف باسم محلات الرئيس بالقرب من نقطة الدوران المسماة “برازيليا”، أين أخبرنا مواطنون أن باعة اللحوم يقومون بذبح الدجاج في المكان خلال الصباح، كما لاحظنا كميات معتبرة من القمامة مرمية في المكان، في حين قام بعضهم ببناء أسوار صغيرة في الطريق من أجل تحديد مربعاتهم، وقد استغلها البعض في فصل الحر لوضع ثلاجات وعرض اللحوم للبيع، خصوصا وأن الباعة قد غطوا المكان بخيم.

أما الملعب الجواري الواقع خلف محلات الرئيس فقد تحول إلى حظيرة للمركبات بحسب ما لاحظناه، أين أخبرنا سكان من الحي أنهم يطالبون بعودته إلى وضعيته السابقة، وإعادة العشب إليه، بينما أكد لنا مصدر من بلدية قسنطينة أن مصالح الدائرة قد قررت قبل سنتين بالتنسيق مع البلدية وضع مربعات فيه وتحويله إلى سوق منظم لحل مشكلة الباعة الفوضويين الذين يتجاوز عددهم المائة بصورة نهائية، لكن السكان رفضوا، كما أن العشب الموجود فيه قد تدهور منذ فترة طويلة.

ولم نلاحظ في الحظيرة حارسا، حيث أخبرنا السكان أن أغلب من يركنون فيها من الباعة، فيما تم فرشها بالإسفلت.

أيوب.ح