في اليوم الوطني للصحافة، إعلاميون يتحدثون لـ “الموعد اليومي”: الحراك الشعبي رفع سقف حرية التعبير

في اليوم الوطني للصحافة، إعلاميون يتحدثون لـ “الموعد اليومي”: الحراك الشعبي رفع سقف حرية التعبير

تحتفل الأسرة الإعلامية في 22 أكتوبر من كل سنة باليوم الوطني للصحافة، والاحتفال بهذه المناسبة خلال هذا العام يختلف عن سابقه خاصة في ظل الأحداث التي عرفتها الجزائر، مؤخرا، في ظل الحراك الشعبي.

“الموعد اليومي” تحدثت إلى العديد من الإعلاميين عما أضاف الحراك الشعبي لحرية التعبير في مهنة المتاعب.

 

ضاوية خليفة

الحراك في البداية حرّر الإعلامي إلى حد ما

على الرغم من تقصير بعض وسائل الاعلام في تغطية الثورة التي قام بها الشعب بدءا من تاريخ 22 فيفري 2019، إلا أن الحراك وإلى حد ما حرّر الاعلامي أولا ومن ثم الاعلام الجزائري، أجبره في البداية على تغطية تلك الأحداث والتفاعل معها بكل موضوعية وحيادية حتى مواقع التواصل الاجتماعي أجبرت الإعلام الحكومي والخاص أن يكون أمينا في تغطيته للحراك، بعدها ضمن الحراك هامش الحرية للإعلام الجزائري،

 

مروان مشري

الحراك في بدايته أتى ثماره

نحن وفي بداية الحراك وككل القطاعات الصحفيون تحرروا نوعا ما خاصة صحفيو القطاع العمومي وأذكّر بالوقفات التي قمنا بها في التلفزيون، أين تحررنا قليلا وأصبحنا نغطي الحراك ونعبر عن آرائنا، نحن طلبنا تجسيد الخدمة العمومية وعملنا على نقل ما يحدث بكل نزاهة واحترافية، فنحن لسنا مع هذا الظرف ضد ظرف آخر، فمهمتنا وأهداف الوقفات التي كنا نقوم بها أثناء الحراك كانت واضحة، لكن وهذا موقفي لما الحراك أصبح يتخذ شعارات مناوئة ومعارضة وأحيانا مهينة لقيادة الحيش، من حينها التلفزيون العمومي لم يعد يغطي الحراك لأنه انحرف نوعا ما عن مساره، ولذا فالحراك في بدايته أتى بالنتيجة الإيجابية وبعدها انحرف مع الأسف الشديد.

 

حسناء بوروبي صحفية بجريدة “صوت الأحرار”:

الحراك الشعبي رفع سقف حرية التعبير

الحرية التي تمتّع بها الصحفي في نقل أجواء الحراك الشعبي في بدايته، بشفافية واحترافية، بعدما كان يتخوّف من التعاطي مع المطالب الحقيقية للحراك والمتمثّلة في رحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم، كانت بداية لتحرّره من قيود عدّة فرضت عليه بطريقة مباشرة أولا، فلولا الحراك الشعبي لما تمكّن الصحفي من تغطية مختلف الأحداث بعد حراك الـ 22 فيفري بموضوعية “تامّة” ولما تمكّن من استيفاء معلومة تتميّز بالدقّة، الصحّة والنزاهة. أصبحت اليوم الكتابة ونقل صورة حيّة عن مثول أسماء -كان يحسب لها ألف حساب قبل الحراك الشعبي- أمام العدالة، أمرا عاديا، وفيما خطّت عديد الأقلام أن أسباب خروج المتظاهرين إلى الشارع مردّه الرغبة في التغيير، أصبحت بعد ذلك اليوم التاريخي تخطّ الحقيقة ولا شيء غيرها فأصبحنا نقرأ عبارات تتصدّر العناوين الصحفية لنشرات الأخبار والصفحات الأولى للجرائد، على شاكلة “الشعب يريد تغيير النظام”، ومن كان يجرؤ على فعل ذلك قبل الحراك.

فمثلما حرّر الحراك الشعبي عدّة قطاعات، ساهم في منح وسائل الاعلام على اختلاف أنواعها هوامش حريّة أوسع بل وجرأة في الطّرح، وفيما كان ذكر الأسماء برموزها، التستّر على المصدر، إخفاء ملامح الأوجه واقتصار الدعوات لبعض البلاطوهات على فلان وعلان ممّن يحسبون على هذا وذاك، وهي في مجملها تصرّفات إعلامية أملاها “الضغط” الممارس على الاعلام قبل الحراك، تحرّر الاعلام اليوم بما يتوافق والترسانة القانونية الموجودة، فشهدنا انفتاحا إعلاميا غير مسبوق، وفتحت الفضاءات على مصراعيها للنقاشات الحرّة التي ظلّت مغيّبة لسنوات، فأصبحنا نسمع بالرأي والرأي المضاد.

 

شهيناز سعودي

لا يمكن أن نجني ثمار الحراك إلا بعد الانتخابات

صحافيو التلفزيون العمومي هم جزء من الحراك، بحيث كانوا ينظمون وقفة احتجاجية لمساندة الحراك والمطالبة بإلزامية تغطيته وحرية التعبير وذلك كل يوم اثنين.. الوقفة كانت متزامنة مع موجة الحراك والتغيير غير آبهين بقبضة العصابة على التلفزيون.. كان ذلك في الفترة الأولى حين كانت الموجة شعبية 100/100، أما الآن توقفنا عن هذه الوقفة اإيمانا منا بأننا قد استوفينا جزء كبيرا من المطالب .. وبالنسبة لنا نحن الصحفيين قد لمسنا تغييرا إيجابيا أكيدا، لكن تحقيق الشوط بكامله يستوجب تنظيم انتخابات حتى يتسنى لنا تقنين مبادئ حرية التعبير، فلا يمكن أن نجني ثمار الحراك إلا بعد الانتخابات.

 

 

حسان مرابط

الحراك كان بمثابة سلاح ذي حدين لحرية التعبير

الحراك الشعبي، الذي انطلق في الـ22 فيفري الماضي، كان بمثابة سلاح ذي حدين لحرية التعبير وفيها حرية الصحافة، ففي البداية بدأت وسائل الإعلام على اختلافها سمعية بصرية ومكتوبة ومسموعة تنقل ما يجري وتنقل هتافات الشعب، أصوات المتظاهرين كل جمعة، رغم تحفظ بعضها، ولكن مع مرور الأيام وتقدم الحراك وبلوغه بضعة أسابيع، تراجع الإعلام في نقل حقيقة ما يجري، بل قدم صورة محتشمة عن المسيرات التي ينظمها الجزائريون كل جمعة وكل ثلاثاء بالنسبة للطلبة… الأسباب كثيرة ولكل مؤسسة وجهة نظرها فيما يجري.

 

 

محمد لعلامة

الحراك قدم الشيء الكثير لحرية التعبير في بدايته

في الواقع الحراك قدم الشيء الكثير لحرية التعبير في الجزائر لكن مع بداياته، أما الآن فيمكن القول إننا عدنا إلى نقطة الصفر، فما دامت السيول البشرية التي تخرج كل جمعة وثلاثاء لا نشاهدها على القنوات التلفزيونة العمومية والخاصة فلا يمكن الحديث عن حرية التعبير، فمقص السلطة لازال جاثما على أقلام وألسنة الصحفيين، وممارسو مهنة المتاعب صاروا يخضعون لرئيس تحرير واحد يملي عليهم ورقة الطريق يمرر ما يخدم مصلحته ويسقط منها ما يهدد بقاءه، ويكفي أن تشاهد أي نشرة رئيسية لأي قناة تلفزية أو واجهة أي صحيفة لتدرك حجم الدعاية والتضليل الممارسين على المشاهد والقارئ، وبعض الصحفيين في الحقيقة ما بيدهم حيلة فرغم المقاومة ومحاولة نقل صوت الشعب بمسايرة الحراك إلا أن قيود السياسات التحريرية الدعائية وجبن بعض مديري ورؤساء التحرير ممن جبلوا على الولاء للحاكم القوي رهن حريتهم، وهذا الوضع في الحقيقة أفرز فئتين، واحدة تخندقت مع السلطة وباتت لسانها اليومي وأداتها الدعائية وفئة ثانية لازالت تقاوم على الأقل في حدود الفضاءات المتاحة مثل النضال على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

كلمتهم: حورية/ ق