الجزائر- أشرف نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، الإثنين، بالأكاديمية العسكرية لشرشال “الرئيس الراحل هواري بومدين”، على تخرج ثلاث دفعات من الضباط منهم الدفعة الأولى من طور الماستر.
وخلال اللقاء التوجيهي الذي تابعه كل أفراد وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر التراب الوطني عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد الفريق ڤايد صالح أن “التكوين الجيد هو الممر الإجباري الكفيل بترقية القدرات العملياتية والقتالية للجيش الوطني والسمو بها”.
وبخصوص الأكاديمية العسكرية لشرشال، أشاد الفريق ڤايد صالح بنوعية ومستوى التعليم والتكوين الرفيع المستوى الذي تمنحه المؤسسة التكوينية العريقة التي ذاع صيتها إقليميا ودوليا لمتربصيها وطلبتها، وذلك بفضل “الجهود الحثيثة المبذولة الرامية إلى الاستثمار المربح في منظومة التعليم والتكوين للجيش الوطني الشعبي”.
ومن جهة أخرى أبرز الفريق بالمناسبة التي تتزامن والاحتفالات المخلدة لذكرى الاستقلال، أهمية هذا اللقاء الذي “يتزامن واحتفال بلادنا بيوم من الأيام التاريخية الخالدة، ألا وهو عيد استرجاع السيادة الوطنية الذي تحقق بفضل تضحيات الشعب الجزائري الذي خاض أعظم ثورة تحريرية عرفها العصر الحديث”، وقال في السياق إن “الثورة التحريرية كانت مدرسة حقيقية لتخريج الرجال من ذوي الهمم العالية والعزائم القوية”.
الدفعات المتخرجة.. احترافية، قوة وتحكّم
من جهة أخرى، أبانت الدفعات المتخرجة في هذه القلعة التكوينية كما وصفها قائد المدرسة اللواء علي سيدان، عن احترافية فائقة تعكس بمثالية مدى قوة وتحكم أفراد الجيش الوطني الشعبي في مختلف الأسلحة.
وحملت الدفعات المتخرجة التي تضم إلى جانب نظرائهم الجزائريين ضباطا وضباطا سامين من دول شقيقة وصديقة في مختلف التخصصات اسم المجاهد المرحوم العميد هاشمي حجرس الذي غيبته الموت سنة 2011.
و تميز الاحتفال التقليدي الذي دأبت الأكاديمية على تنظيمه كل نهاية سنة دراسية بأجواء عسكرية “رائعة” حضرها أعضاء من الحكومة وإطارات سامية في الدولة وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، ليؤدي بعدها المتخرجون يمين القسم كالتزام منهم على خدمة الوطن في كل الظروف قبل أن يشرف نائب وزير الدفاع بمعية إطارات سامية بوزارة الدفاع الوطني على تقليد الرتب وتسليم الشهادات إلى المتفوقين الأوائل من كل دفعة تشجيعا لهم على التألق والتميز.
وتتشكل الدفعات المتخرجة التي قدمت استعراضا عسكريا “مميزا” من الدفعة الـ10 من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة 48 من التكوين الأساسي والدفعة الأولى الماستر.
وقد تلقى المتخرجون فترة تكوين وفق البرنامج التدريبي المقرر بصفة كاملة حيث أجروا تمارين ميدانية بصرامة عالية وانضباط كبير.
وبالمناسبة أبرز قائد المدرسة اللواء علي سيدان في كلمة له نوعية التكوين العسكري والعلمي المتخصص المساير للمتطلبات الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي التي تلقاها الضباط، مشيرا إلى أن الأكاديمية تشهد ميلاد “لبنة أخرى” من إطارات الجيش الوطني الشعبي بعد فترة تدريب “مثالية” حرصت فيها الإطارات على تلقين حب الوطن والعمل الدؤوب على المحافظة على أمن واستقرار البلاد.
واغتنم الفرصة لدعوة المتخرجين إلى رفع التحديات من خلال التفاني والإخلاص في خدمة الوطن كل من موقع عمله.
ووسط حضور قوي لعائلات الطلبة المتخرجين تواصلت مراسم الاحتفال بتسليم راية المدرسة إلى الدفعة القادمة ليفسح المجال أمام استعراض عسكري “مميز” ترجم القدرات القتالية العالية التي تزخر بها مختلف أسلحة قوات الجيش الوطني الشعبي.
كما قدم أفراد قوات الجيش الوطني الشعبي البواسل عروضا رياضية في القتال المتلاحم و”الكاراتي” و”الكونغ فو” وحركات بدون سلاح.
وعلاوة على هذه العروض تم تقديم تمرين قتالي بياني أبرز مدى تحكم القوات المسلحة في القضاء على مجموعة إجرامية قبل أن يختتم العرض بتشكيل حماة الوطن لوحة تمثل خريطة الجزائر.
وفي السياق ذاته تابع الحضور بثا مباشرا على شاشة عملاقة لتمرين بياني نفذته القوات البحرية حول تحرير رهائن على متن سفينة لنقل المسافرين.
و اختتمت المراسم باستعراض عسكري للدفعات المتخرجة على أنغام الموسيقى العسكرية قبل أن يسدل الستار على التظاهرة على وقع قفز المظليين.
وشكلت المناسبة فرصة أمام الفريق ڤايد صالح لتدشين مرافق بيداغوجية على غرار مخابر ومجمع التعليم المدعم بالحاسوب الذي أطلق عليه اسم الشهيد طالب عبد الرحمان قبل أن يتابع عرضا عن طريق تقنية البث المرئي عن بعد مختلف العروض العلمية المنجزة من طرف الطلبة الضباط العاملين المتخرجين “تكوين جامعي”.
وعرفانا لنضالات رجال الجزائر تم بالمناسبة تكريم عائلة المرحوم المجاهد “العميد الهاشمي حجرس”.