يوم عظيم

يوم عظيم

على مشارف العام الهجري الجديد، وتحديدًا في شهر الله المحرم أحد الشهور الأربعة المحرمة، التي عُلم مقدار عظمتها عند الله ومكانتها، ولما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، علم أن اليهود يصومونه فصامه عليه الصلاة والسلام احتفالًا بموسى فهو أولى بموسى منهم كما قال عليه الصلاة والسلام، بل احتسب على ربه أنه يكفر سنة ماضية، وأجمل من ذلك ما ذكره ابن رجب في تعليقه على الصيام قال: “من صام من ذي الحجة وصام من المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة، فيرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة، فإن من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة، فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين”. يوم عاشوراء، إذا كان هذا اليوم يومًا عظيمًا فإن ثمة أحداثًا تاريخية لا تخفى على قريب أو بعيد حدثت في يوم عاشوراء، انظروا إلى ذلك الطفل الصغير وقد خافت أمه بأن يقتل من الملك، ترميه في النهر، يستقر مقامه في قصر الملك كما هو معلوم، يكبر هناك ويترعرع لكن سنة الله الجارية أنه لما اشتد عوده كان يرى الظلم مرفوضًا، فقتل ذلك العدو الضاري الذي هو من بني جلدته، يفر إلى مدين وهناك يتزوج وبعدها تكون الرسالة والنبوة، يعود داعيًا إلى الله جل في علاه، ليلقى شدة العذاب ليس من فرعون فحسب، بل حتى من أبناء جلدته، إنه موسى عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وأزكى سلام، عرض تاريخي سريع لحياته. كان لزامًا أن يخرج المؤمنون إلى مكان يقيمون فيه شعائر الله، فكانت الهجرة والخروج، خروج بيقين بأن الله هو الناصر وهو والمؤيد، ويخرج الظالم في أثرهم يتبعهم، وأمام البحر تنكشف الأمور، المنافقون يتهالكون ويتساقطون، “إِنَّا لَمُدْرَكُونَ” الشعراء: 61؛ وبيقين “كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ” الشعراء: 62، فيكون ما يكون، ينفلق البحر فيصبح كل فرق كالطود العظيم، معجزة لا تتكرر لا زمانًا ولا مكانًا، ثم يمر موسى ومن معه ويطبق البحر على فرعون وجنوده ومن معه. إنه يوم عاشوراء اليوم الذي نجَّا الله فيه موسى في البحر وأغرق فيه فرعون في البحر، ليبقى هذا اليوم يوما تاريخيًّا عظيمًا لا يُنسى أبدًا.

من موقع شبكة الألوكة