من أنوار جامع الجزائر

يوم العلم.. العلماء قادة قاطرة الإصلاح في الأمّة

يوم العلم.. العلماء قادة قاطرة الإصلاح في الأمّة

إنّ من فضائل الأمّة الجزائرية المتميّزة أنّها جعلت للعلم  يوماً تحتفي فيه بالعلم والعلماء ؛ ونتذاكر فيه علاقتنا بالعلم واحتفاءنا به في الوقت الذي تحتفي فيه أمم أخرى بالرذائل،حيث جعلوا للكذب -الذي هو من أشنعها- عيداً يُشيعونه فيه، ويفرحون بما أتَوا، فبيس ما يفعلون… ولا غرو؛ فنحن بفضل الله أمّة الفضائل، نحتفي بها، ونتواصى بإرساخها في واقعنا وفي شتّى مجالات حياتنا. إنّ العلم صفة من صفات الله تعالى،اشتق له منه أسماءه الحسنى، فالله عالم وعليم وعلّام،وأول آيات القرآن نزلت على قلبِ رسولنا صلى الله عليه وسلم تحثّ على القراءة؛ وهي وسيلة  العلم الأولى. قال تعالى: “ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ “. وفضّل الله آدم –عليه السلام-على الملائكة بالعلم فأسجدهم له تكريماً.  وجعل سبيل خشيته العلم فقال : “إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ “. وميراث الأنبياء العلم، يرثه العلماء،قال عليه الصلاة والسلام “الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ”، والنصوص في هذا كثيرة وافرة، وبهذه المعاني زاخرة. وقد تعلمون، عباد الله، من تاريخ أمّتنا المجيد، أنّ أسلافنا ما سادوا ولا انتصروا  ولا حكموا الدنيا ولا عزُّوا، إلّا حينما كان للعلم مكانة مكينة،وعندما حظي العلماء بما يجب لهم من حقّ ومكانة..فالعلماء كانوا وما يزالون، قادة قاطرة الإصلاح في الأمّة،والعلم كان وسيظلّ منارَ الأمّة إذا ادلهمّت الظلمات، وسيبقى سبيلَ نهضتها المنشودة، بحول الله. وهذا كلّه وغيره، ينبغي أن يظلّ حاضراً في وعينا ووعي أجيال الأمّة، وعلينا أن نستذكره في هذه المناسبة  وطول السنه  قولاً وعملاً. لقد اختارت بلادنا أن يرتبط يوم العلم بذكرى العلامةِ الشيخِ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله تعالى- ليكونَ يومَ حياةٍ للأمّة، يستمرّ ذكره، ويخلَّدُ اسمه،وتظلَّ رسالته حاضرة تتلقّاها الأجيال، ونداؤه فينا  يتردّد عبر الزمان: إنّ مذاكرة حياة العلماء والصالحين تحيي القلوب؛ وتشحذ الهمم، وحياة الشيخ الرئيس ابنِ باديسَ وتجربتُه الإصلاحية  ثريّة وملهمة.

الجزء الأول-خطية للشيخ محمّد مقاتلي