“يوميات دحمان”.. يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر

“يوميات دحمان”.. يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر

يسجل الممثلان مراد زيروني وسماح عقلة حلقات مسلسلهما الفكاهي الإذاعي الخاص بشهر رمضان بعنوان “يوميات دحمان”، من تأليف وإخراج سهيلة سلمان ويعرض يوميات صائم من خلال مواضيع اجتماعية مختلفة، في حلقات مستقلة.

وقد كان أداء الممثلَين متقنا، وبإحساس وانفعال عال ومقنع، قد لا يوجد في العروض التلفزيونية؛ إذ “يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر”.

وتتناول هذه السلسلة اليوميات الرمضانية التي تدور أغلب حلقاتها بين الزوجين دحمان وحورية، علما أن الخطأ دوما يكون من دحمان، بينما حورية هي صوت العقل والضمير الذي لا يسكت عن الحق؛ فمهما حاول الزوج دحمان (مراد زيروني) تبرير أفعاله كما يبرّرها الكثيرون في مجتمعنا اليوم، إلا أن حورية تصدّه عن ذلك وتقول: “راك غالط”.

ما يميّز هذه الحلقات التي وضع بعضها الفنان زيروني على صفحته الإلكترونية، هو التكامل بين الفنانين، وطلاقة الحديث المبنيّ على سيناريو مكتوب بتمكّن، وبلغة سليمة بدون شوائب.

وما يميز الفنانة سماح عقلة التي سبق لها أيضا أن شاركت في أعمال درامية تلفزيونية، تمكُّنها في الأداء، وامتلاكها صوتا إذاعيا مميّزا لا يقلّ عن أدائها الغنائي.

للتذكير، المسرح الإذاعي فن قائم بذاته، وله تاريخه الطويل في الجزائر، كما أنّ له جمهوره الوفي، وروّاده أيضا، الذين تكوّنت على أيديهم أجيال من الفنانين، ومن تلك القامات الراحلة هناك الفنان فضلاء ومحمد ونيش، وأسماء أخرى قبل الاستقلال الوطني، ناضلت في فرقة جبهة التحرير الوطني، وأسست لهذا الفرع الإبداعي؛ خدمة لصوت الجزائر المستقلة.

ويعتمد هذا الفن على قدرة الممثل في تحويل النص إلى صورة مسموعة، ومنح المستمع مساحة للخيال والتفاعل مع الأحداث، ضمن مساحة زمنية أثيرية محدّدة، لا تتجاوز نصف ساعة. وظلّ الفنانون الجزائريون يطالبون في أكثر من مناسبة، بدعم هذا الفن المرتبط بالجمهور؛ للنهوض به.

ووصف بعضهم هذا التمثيل بالفيلم الإذاعي، الذي له أسلوب كتابة مغاير، وتقنيات إخراج جديدة، كما أنّ المسرحية الإذاعية أصبحت تسجَّل عبر مقاطع أو مشاهد صوتية، لتخضع، بعدها، لمرحلة التركيب، وإدراج المؤثرات الصوتية والميكساج، تماما كما في السينما والتلفزيون.

ب\ص