أكد المخرج المبدع يوسف محساس أن تطوير قطاع السينما في الجزائر يجب أن يعتمد بعد تجاوز معضلة التمويل، التي وعدت الدولة بحلها، بالأساس على التكوين في مهن السينما، باعتبار أن ذلك يعد عنصرا بالغ الأهمية لأنه يضع الأسس المهنية والتقنية التي يحتاجها العاملون في هذا المجال.
وأضاف في تصريح لـ “الموعد اليومي”: “السينما تتطلب مهارات متعددة ومعقدة تتراوح بين الإبداع الفني والجوانب التقنية والإدارية، لذا فإن التكوين يساعد في تحقيق التوازن بين هذه العناصر، من خلال اكتساب المهارات التقنية والفنية والتدريب على استخدام المعدات الحديثة، مثل الكاميرات، أدوات الصوت والإضاءة، وبرامج المونتاج”.
وتابع في نفس السياق: “يتيح التكوين الفرصة لفهم أساليب التصوير، الإخراج، الكتابة السينمائية، والإنتاج، وتطوير الحس الإبداعي، فضلا عن التشجيع على التفكير النقدي والإبداعي، مما يمكن المشتغلين في هذا الميدان من تقديم رؤى فنية مبتكرة”.
وإضافة إلى ذلك، “فإن التكوين يساهم في تعزيز التخصص وتطوير الكفاءة في مجال محدد، مما يرفع من جودة الإنتاج”.
وأوضح محساس أن السينما الجزائرية لم تكن غائبة أبدًا، بالرغم من أنّ الكمّ كان في بعض الفترات قليلًا إلاّ أنّ الكيف ونوعية الأفلام كانت موجودة، ورغم الإنتاج القليل، كانت حاضرة في المهرجانات وتتحصل على جوائز.
وأضاف قائلا: “هناك جيل جديد من المخرجين وكتاب السيناريو الشباب لديهم بصمتهم، أذكر إلياس سالم عندما أخرج فيلمه “مسخرة”، ياسمين شويخ، مؤنس خمّار، حسان فرحاني، أمين بومدين.. لديهم بصمة، ولديهم حضور في المهرجانات”.
وكشفت مصادر موثوقة لـ “الموعد اليومي” أن يوسف محساس مرشح لتولي إخراج فيلم “بودية” الذي ينتجه التلفزيون الجزائري، وهو عمل ضخم يتناول أهم محطات حياة رجل وهب حياته من أجل القضية الفلسطينية.
واجتمعت في محمد بودية جميع سمات الرجل الرمز، مثله مثل تشي غيفارا، وغيره من الرموز الأخرى، خاصة أنه لم يكتفِ بدور المثقف المنظّر الذي يناضل عن طريق الفن والقلم، ولا بدور المسؤول الذي يخطط ويأمر غيره بالتنفيذ، بل كان أكثر من هذا كله، كان مناضلًا ميدانيًا، ليجمع كل تلك الصفات كلها في شخص، وقد انعكست الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الثورة الجزائرية في خدمة القضية الفلسطينية في أوروبا.
ولهذا عجزت كل أجهزة الاستخبارات الكبيرة عن استشراف أي عملية من عملياته الكثيرة والنوعية، وأكثر من هذا كله لم تستطع أن تحدد مكانه، ولهذا أطلقت عليه غولدا مائير، رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي، صفة “الرجل بألف وجه”، لأنه كان يعرف كيف يناور ويختفي وينفذ ويخطط من دون أن يترك خلفه أثرًا يمكن تتبعه.
ب\ص