رحل عن عالمنا، الأحد، الفنان المصري يوسف شعبان، بعد أزمة صحية بسبب الإصابة بفيروس كورونا، وهو ممثل له تاريخ كبير في التلفزيون والسينما، من خلال عدد كبير من الأعمال، منها ما ترك علامة بارزة في ذاكرة الجمهور.
بدأ يوسف شعبان التمثيل من خلال أدوار صغيرة في السينما ومسرح التلفزيون، ثم التلفزيون، ورغم تقديمه عشرات الأدوار السينمائية، إلا أن الدراما كان لها بريق مختلف، فقد شارك في مسلسلات متميزة مع نجوم التسعينيات والثمانينيات، وكبار كتاب ومخرجي هذه المرحلة.
وأبدع يوسف شعبان في تقمص كل الشخصيات التي قدمها في الدراما التلفزيونية، وكان أبرزها، سلامة فراويلة في “المال والبنون” ومحسن ممتاز في “رأفت الهجان”، وحافظ رضوان “الشهد والدموع”، والحج درويش في “الوتد”. وقد برز أداء شعبان وقدراته التمثيلية في المسلسلات بصورة كبيرة، ما جعل مشاهده في هذه الأعمال لا تزال مشاهد أيقونية يتم بثها وإعادة نشرها على منصات التواصل الاجتماعي حتى الآن.
ومن أبرز المشاهد التي يتبلور فيها أداء يوسف شعبان من خلال إحساسه بالشخصية دون حديث، أثناء تقديمه شخصية محسن ممتاز في مسلسل “رأفت الهجان”، والمأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، وهو مشهد تعرّف ممتاز بالهجان أثناء التحقيق، وكان يجلس وسط قيادات أمنية مختلفة المناصب، ورغم حديثهم جميعا إلا أنه لم يتحدث مطلقا واكتفى بنظرات العيون فقط للتعبير عن حالة الاستكشاف التي يعيشها ضابط المخابرات أثناء مشاهدته التحقيق مع محمود عبد العزيز.
ومن المشاهد الأخرى الصامتة كانت في مسلسل “المال والبنون” التي قدم فيها شخصية الرجل الذي وصل للثروة من خلال الاستيلاء على مجموعة من الآثار، وكانت نهايته الإصابة بالشلل بعد أن فقد ثروته، وفي مشهد قبل وفاته، يجلس صديق عمره عباس الضو إلى جواره وهو ممدد على السرير لا يتكلم، ولكن يعبر بعينيه عن لحظات الندم عن أفعاله التي ارتكبها في الماضي.
أما في مسلسل الشهد والدموع، قدم يوسف شعبان شخصية حافظ رضوان، وهي شخصية مركبة، يجمع بين صفات متناقضة، ربما يحبه المشاهد بشدة وأحيانا أخرى ينقلب إلى النقيض، رجل بارع في الحسابات والمال، ولكنه ضعيف الشخصية أمام زوجته، وأحيانا أخرى لا نتوقع أفعاله، في الرد عليها، وفي نهاية العمل يأخذ كل ثروته وماله ويختفي وهو يردد كلمة واحدة، “منه له.. جاي رايح.. منه له”، وبهذه الكلمات ونظرات عينه عبر عن نهاية الشخصية التي قررت الانتهاء من كل ذنوبها بالتخلص من المال الذي كان السبب في قتله لأخيه، وإفقار أولاد أخيه، وخسارة أولاده.