وثّقت مواقع التواصل الاجتماعي عديد الجرائم وحوادث السرقة، من خلال تداول فيديوهات يصورها مواطنون على نطاق واسع ساعدت على الإيقاع بالجناة في قبضة العدالة، بعد تقفي أثرها وتتبع فاعليها من قبل مصالح الأمن، أشهرها وآخرها فيديو سرقة دراجة نارية في طريق الدويرة الذي عرف رواجا كبيرا، حيث اعتدى المجرمان على صاحب الدراجة النارية وهربا بها، لكن عدسة أحد المواطنين كانت بالمرصاد لتصور الحادث، وقد ساهم الفيديو في توقيف المعتديين وتسليمهما لمصالح الدرك وإعادة الدراجة النارية إلى صاحبها.
وتمتلئ صفحات “الفايسبوك” وموقع “اليوتيوب” بمقاطع فيديوهات وصور تفضح عديد اللصوص في المحلات والحافلات وحتى المنازل بعد تصويرهم بالهاتف الذكي الذي عادة ما يكون المصور بها متواجدا بالصدفة في المكان يراقب من بعيد فيرفع هاتفه مباشرة لتوثيق اللحظة الإجرامية التي تتحول فيما بعد إلى حديث الجميع، أو من خلال كاميرات المراقبة المنصبة في تلك الأماكن والأحياء، حيث يدعو مروّجو المنشور إلى تشاركه على نطاق واسع للمساهمة في توقيف الجاني وتسليمه للمصالح الأمنية التي كثيرا ما تستند في تحرياتها على تلك المناشير كنقطة انطلاق في التحقيق، وكذلك لتكون مصدر تخوف لكل من تسول له نفسه بالسرقة.
سارقة محل بيع الذهب في قبضة العدالة
تم تداول فيديو لصاحب محل لبيع الذهب تعرض إلى سرقة طقم من الذهب من قبل إحدى الزبونات التي لم تنتبه إلى وجود الكاميرا، حيث راوغت البائع بطلب مشاهدة نماذج وموديلات أخرى. وأثناء ذلك، وضعت قطعا من الذهب في حقيبة يدها ولاذت بالفرار، ليتم التعرف عليها بعد تداول الفيديو وتقديمها أمام العدالة.
الهاتف يطيح بسارق سيارة نيسان
وفي ذات السياق، نشرت صفحة هنا الجزائر فيديو لعملية سرقة سيارة “نيسان” في الدويرة بالعاصمة، شارك فيها أشخاص كانوا على متن سيارة “إيبيزا”، حيث أوقفت مصالح الأمن المتورطين بناء على ذلك.
كاميرا المراقبة تطيح بسارق هاتف البائعة
تداولت صفحة القبة منذ أيام فيديو تم التقاطه بكاميرات محل لبيع لوازم الحلويات الذي تعرضت بائعته إلى سرقة هاتفها المحمول، بعد أن استغل السارق فرصة انشغالها مع الزبائن، ليقترب من مكتبها وتمتد يده إلى الهاتف ويخفيه مباشرة في جيبه على غفلة منها. وبعد ذلك بلحظات، تسلل من المحل لتكتشف البائعة سرقة هاتفها، فراجعت شريط الكاميرا المنصبة بالمحل. وتم تداول الفيديو على نطاق واسع مرفقا بدعوة إلى التبليغ عن السارق في حال التعرف عليه والتواصل مع مصالح الأمن للمنطقة التي تم إيداع شكوى على مستواها.
وسيلة فعالة للايقاع بالجناة
يدخل الترويج لمثل هذه الفيديوهات والصّور الفاضحة للتجاوزات والجرائم والجنح في إطار باب الإبلاغ عن الجريمة، وهو عمل يعتبره القانون مباحا لأن عدم التبليغ يعد في حد ذاته جريمة.
خاصة وأن لجوء كثير من شهود العيان إلى هذه الطريقة التكنولوجية يعود إلى سهولة الإجراء وسرعة اتخاذ القرار ومتابعة الجناة، لأن المواطن قد يكون مسافرا أو عابرا من المنطقة أو مشغولا بأعمال أخرى يعجز عن التنقل للمحكمة، فيقوم بإطلاقها في مواقع التواصل الاجتماعي ويترك المجال للمصالح الأمنية للمتابعة. كما أنها تكون دليلا قويا وإثباتا للجريمة أو الجنحة.
لمياء. ب