عبر لاعبو المنتخب الوطني عن استيائهم من قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم، المتضمن وضع شروط معينة من أجل استدعاء اللاعبين مزدوجي الجنسية إلى “الخضر”، واصفين ذلك القرار بالتمييز وغير المدروس، خاصة
وأنه حمل تشكيكا واضحا في مدى التزامهم مع المنتخب الوطني وحتى في وطنيتهم.
كما تضمن أيضا اتهاما ضمنيا باختيارهم الألوان الوطنية لأسباب مالية ومفروضة، لعدم قدرتهم على التطلع للعب مع المنتخب الفرنسي مثلا، الأمر الذي أجبرهم على قبول اللعب للمنتخب الجزائري، ويعيش لاعبونا المحترفون وضعية نفسية سيئة منذ نشر الفاف لقرار المكتب الفيدرالي الأخير، ليتسبب في أزمة جديدة مع اللاعبين المحترفين للمرة الثانية في أشهر معدودة، بعد ذلك الذي تسبب فيه زطشي بعد مباراة زامبيا عندما شكك في جدية والتزام بعض اللاعبين المحترفين.
وقالت مصادرنا المقربة من بعض لاعبي المنتخب الوطني، إن هؤلاء يشعرون بالصدمة من قرار الفاف الأخير، مستغربين لجوء هيئة زطشي لهذا القرار وفي هذا الوقت بالتحديد، على اعتبار أن المنتخب الوطني بعيد عن المنافسة وبحاجة للهدوء والتحضير للمستقبل بعيدا عن القضايا والقرارات المثيرة للجدل.
واعتبر زملاء براهيمي بأن إصدار هذا القرار تأكيد واضح من الفاف لرغبته في إحداث تغييرات كبيرة على مستوى المنتخب الوطني، وقلب قاعدة الاعتماد من اللاعبين المحترفين إلى الاعتماد على اللاعبين المحليين، كما روج له زطشي قبل انتخابه ورافع له الناخب الوطني الجديد رابح ماجر لعدة مرات.
حسب مصادرنا دائما، فإن قرار الفاف تمييزي ومشكك في وطنيتهم، وهذا ما لم يتقبلوه وهم الذين كانوا دائما في الموعد للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني.
هذا، ويرفض اللاعبون المحترفون بشدة تشكيك الفاف في نزاهة اختيارهم للمنتخب الوطني، ما دام المكتب الفيدرالي شدد في بيانه على أن اللاعبين المغتربين مستقبلا عليهم أن يتعهدوا باللعب مع المنتخب الوطني دون قيد أو شرط، وهو تلميح صريح إلى أن بعض لاعبي المنتخب الوطني قبلوا حمل الألوان الوطنية بشروط وامتيازات لم تذكرها صراحة، لكن البيان كان يشير إليها بصفة الضمنية، وهي كلها معطيات تضرب مصداقية الفاف ومسؤوليها لدى اللاعبين الدوليين الحاليين وتستبعد عامل الثقة بينهما، بعد أن كان ضربها زطشي بقراره بعد مباراة زامبيا بإبعاد الثلاثي بن طالب وسليماني ومحرز وتشكيكه في إصابة فوزي غولام قبل لقاء الكاميرون في التصفيات المونديالية، فضلا عن الانتقادات الكبيرة التي وجهها ماجر له عندما كان محللا تلفزيونيا وكذبها لهم عند تعيينه ناخبا وطنيا، لكنه التزم الصمت بعد صدور القرار الأخير.
هذا، واستغرب لاعبو المنتخب الوطني، صمت مدربهم رابح ماجر، منذ صدور هذا القرار المثير للجدل، وهو ما اعتبروه موافقة مسبقة من لاعب بورتو السابق، الذي كان طالب مرارا بضرورة إعادة الاعتبار للاعب المحلي على حساب اللاعب المحترف، قبل أن يذيب ماجر الجليد مع اللاعبين المحترفين بمناسبة تربص مباراة نيجيريا الأخيرة في التصفيات المونديالية، عندما كذب انتقاداته للاعبين المغتربين ونفيه لوجود مشروع له باستبعادهم تدريجيا عن المنتخب الوطني، لكن صدور مثل هذا القرار الآن من الفاف، يجعل زملاء محرز يعتقدون أكثر من أي وقت مضى بأنهم مستهدفون من طرف زطشي وماجر، والدليل، حسبهم، سكوت ماجر وعدم تعليقه لحد الساعة على هذا القرار المثير للجدل.
ويأتي شعور لاعبينا المغتربين بالإقصاء بعد القرار الأخير للفاف، لأنهم شبهوا ذلك بالقرارات العنصرية المتخذة في فرنسا بخصوصهم، وعلى رأسها قرار نظام “الكوطات” للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي يحدد عدد اللاعبين المغتربين في مراكز التكوين الفرنسية، من منطلق تخوف الفرنسيين من تضييع مواهب جديدة لصالح الجزائر بعد تكوينها الجيد، ووصف هذا القرار بالعنصري، في حين شبه اللاعبون المغتربون قرار الفاف بنظام “الكوطات” الفرنسي، أي أنه يحمل نفس الصفات العنصرية.
ويرى لاعبونا المغتربون بأنهم ضحايا هذه العنصرية الكروية في فرنسا، وبالمقابل هم مرفوضون في الجزائر بسبب شروط “تشكيكية” في الولاء، ما يجعلهم الخاسر الأكبر بسبب أصولهم بالنسبة للفرنسيين ومكان ولادتهم بالنسبة للجزائريين، وهو ما قد ينهي مسألة حلم بعض اللاعبين المغتربين بحمل ألوان المنتخب الوطني بدء من الموهبة الجزائرية الجديدة في فرنسا حسام عوار.