تعاني العائلات القاطنة بالسكنات الهشة المنتشرة بإقليم بلدية الناصرية شرق بومرداس من الوسط المزري الذي تعيش فيه منذ سنوات عدة، أين نددت بالصمت واللامبالاة المنتهجة من قبل السلطات المعنية التي في كل مرة تلتزم الصمت بالرغم من علمها بالمعاناة التي يواجهها هؤلاء في حياتهم اليومية الذين بدورهم ينتظرون ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي جحيما دام سنوات عدة في تلك البيوت التي انتهت صلاحيتها.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني هذه البيوت الهشة ببلدية الناصرية شرق بومرداس، أكدوا لنا أنه على الرغم من النداءات العديدة التي أطلقوها في العديد من المرات من أجل تغيير واقعهم الاجتماعي المزري الذي يعيشونه وسط أوضاع متدهورة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي بدليل بقائهم في تلك البيوت الهشة.
مضيفين في السياق ذاته أن سكناتهم تعرف تدهورا كبيرا وتكاد تنهار فوق رؤوس أبنائهم، حيث يعيشون أوضاعا أقل ما يقال عنها إنها مأساوية في بيوت لا تصلح لإيواء البشر تم إنشاؤها بطريقة بدائية منذ سنوات عدة، هذا الى جانب افتقادها لأدنى ظروف الحياة الكريمة بدءا من هشاشة السكنات التي أضحى السكن فيها يشكل خطرا نظرا للوضعية الكارثية التي آلت إليها بسبب التصدعات والتشققات البليغة، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس والناجمة عن مياه الصرف التي تصب وسط السكنات في ظل افتقار الحي لقنوات الصرف الصحي، حيث بات هؤلاء يواجهون خطرا حقيقيا بسبب التدهور الرهيب الذي تعرفه البيوت والتي قد تقع فوق رؤوسهم في أي لحظة، هذا إلى جانب انعدام الغاز الطبيعي، الأمر الذي يؤدي بهم في كل مرة إلى الجري اليومي وراء قارورات البوتان التي تعرف ارتفاعا في الثمن في فصل الشتاء، الأمر الذي تذمر له قاطنو الحي خاصة وأن جلهم من ذوي الدخل المتوسط ولا يستطيعون تحمل أعباء قارورات البوتان، ما يجعلهم يتبعون الطرق البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ على حد سواء.
هذا إلى جانب نقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على غرار اهتراء شبكة الطرقات المؤدية إلى تلك الأحياء ما عرقل من سير الراجلين وأصحاب المركبات خاصة في فصل الشتاء بالنظر إلى تحولها إلى مستنقعات مائية وبرك، غياب المرافق الرياضية والترفيهية، الأمر الذي حول يوميات الشباب خاصة إلى جحيم كبير وجعلهم يدخلون في عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة هروبا من الفراغ القاتل الذي يعيشونه من وراء غياب هذه الأخيرة بحيهم.
وأمام هذه الأوضاع الكارثية التي تواجه يوميات قاطني الأحياء الفوضوية ببلدية الناصرية شرق بومرداس، طالبوا المسؤول الأول عن البلدية ووالي الولاية بالتدخل من أجل تخليصهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها في وسط مزري عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي معاناة دامت سنوات عدة.
أيمن. ف