التقى الجمهور السطايفي بأولى عروض مونولوج “الصباط”، الذي كتب نصه وأخرجه ركحيا العمري كعوان، وقدمه على خشبة دار الثقافة الممثل الكوميدي، مراد صاولي.
وقال العمري كعوان، مؤلف ومخرج عرض الوان مان شو “الصباط” -الذي أنتجه ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، في بادرة تعد الأولى من نوعها- أن نص العمل، ينطلق من الحديث عن العلاقة اليومية بالأشياء التي يرتديها كل منا.
وقد اختار، كعوان، الحذاء كونه الركيزة الأساسية التي تحمل ثقل الجسم كله، ويمكّن مرتديه من المشي، التنقل، السفر، اللعب…هذا بالنسبة للمعنى العادي، الظاهر، والعام لـ “الحذاء”، مشيرا إلى أبعاد أخرى يمتلكها هذا الأخير، تؤدي معاني فلسفية، سياسية… نلمسها من خلال الأمثال الشعبية المتداولة على غرار “حجرة في الصباط”، فالنص تم بناءه لحد وصوله إلى حادثة “حذاء العراقي منتظر الزيدي مع الرئيس الأمريكي السابق بوش”.
وأوضح كعوان أن الفكرة الجوهرية للعرض، والتي أعطت قيمة تاريخية للحذاء، انتهت بوضعه في المتحف، هذا كله تطرقنا إليه، كتبنا حواره، ووضعناه في سيناريو، وأخرجناه في شكل عرض فني مسرحي من نوع الوان مان شو.
وحول اختيار الفنان، مراد صاولي لتجسيد هذا النص ركحيا، يضيف العمري كعوان قائلا: “لقد وقع اختياري على الفنان صاولي، بمعية ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، وذلك استنادا إلى اسمه الرائج، وشهرته بهذا النوع المسرحي، وحب الجمهور له وخاصة على مستوى ولاية سطيف، وهذه كلها عوامل تجعل من تأديته للدور، اختيارا موفقا”.
أما فيما يخص الإنتاج، فقد صرح بالقول: “يربطنا بديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، عقدا يقضي بأن نكون تحت التصرف متى ما تطلب العرض ذلك، وبالتالي فلن يتوقف “الصباط”، عند العرض الشرفي، بل ستتم برمجته في كامل تراب ولاية سطيف، إلى جانب كل ولايات الوطن على مستوى مسارحها الجهوية ودور ثقافتها، وقاعات عروضها، كما سنسعى لعرضه خارج الجزائر وبالتحديد في كل من تونس، المغرب، الأردن، وفرنسا، مثمنا المبادرة وفكرة إنتاج الديوان للعمل، متمنيا حذو المؤسسات الثقافية حذوه لترقية العمل الفني.
ومن جانبه، أكد الممثل الكوميدي، مراد صاولي أن سبب اختياره لـ “الصباط”، من ضمن كل النصوص التي عرضت عليه يعود لكونه “عملا من تأليف وإخراج، العمري كعوان، الذي طالما تمنى مشاركته عملا فنيا، وكله يقين بأن العرض سينجح، لأن من كتبه إنسان قريب من الخشبة، خلق نصا عصريا يحكي واقعا معاشا، وتمنى أن يكون العرض في مستوى تطلعات الجمهور”.
أما خالد مهناوي، مدير ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، المؤسسة المنتجة للعمل، فقد ركّز على الفكرة الجديدة، المتمثلة في تكفل مؤسسة مماثلة بالإنتاج الفني والمسرحي، بمعية قامات فنية وكوميدية في الولاية.
وحول ولادة هذه الفكرة، قال مهناوي: “لقد عرضنا النص على لجنة قراءة، تتكون من إطارات في الفن الدرامي، واستنادا على موافقتها قمنا بإنتاج هذا العرض الفني الكوميدي، سعيا منا لتطبيق الإستراتيجية الجديدة التي ينتهجها الديوان، لجعل الفن موردا لمداخيل المؤسسة، تنتجه وتسوّق له في كافة أنحاء الوطن بالمسارح الجهوية، دور الثقافة، المؤسسات الخاصة… والرابح الأكبر في هذه العملية سيكون الجمهور الذي سيتمكن من الاستمتاع بأعمال راقية تخلقها المنافسة التي ستسود المجال الفني”.
وأضاف مهناوي، بأن هذه الإستراتيجية، ستحفّز الفنانين على المنافسة لتقديم أعمال في المستوى، وبالتالي نكون قد ساهمنا في تغيير ذهنية كل من الفنان، الجمهور، وكذا الجهات المسيرة، وما إنتاج عرض “الصباط”، إلا بادرة أولية لأعمال مستقبلية كثيرة، لأننا عازمون على تبنّي وتمويل كل الأعمال الفنية الجادة سواء في المسرح (الخاص بالكبار والأطفال)، الموسيقى، الرسم… وشتى الفنون”.