استطاع المخرج الفرنسي رولاند نورييه تقديم بانوراما وثائقية شاملة في 100 دقيقة، حول فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، عبر فيلمه “يلّا غزة” (2023)، في أول عرض له في المنطقة العربية.
وقد أعلن عرض الفيلم في قاعة سينما القصبة في مدينة رام الله انطلاق الفعالية السينمائية التضامنية لمخرجين أجانب على أرض فلسطين، مع عرض سبعة أفلام تتواصل حتى 20 ديسمبر الحالي.
وقال نورييه في كلمة له عبر الفيديو قبيل عرض الشريط: “الفيلم بالأساس يقوم على رفض الأحكام المسبقة وفضحها، وأعني الإنحيازات السلبية التي غالباً ما تتناقلها وسائل إعلامنا عن الفلسطيني عامة، والغزّي خاصة… الفكرة الرئيسية للفيلم هي استعادة إنسانية الفلسطينيّين في غزة، لأنه يجرى تجريدهم من إنسانيتهم باستمرار، حتى ما قبل السابع من أكتوبر.
ويمزج الفيلم بين التاريخ، منذ ما قبل وعد بلفور والحرب العالمية الأولى إلى أيامنا هذه، وبين توثيق حكاية قطاع غزة في الحقبة العثمانية، وتحت الانتداب البريطاني، والحكم المصري، والاحتلال الإسرائيلي، وتحت إدارة السلطة الفلسطينية ما بعد اتفاقيات أوسلو، ومن ثم تحت سيطرة حركة حماس منذ عام 2007، والعدوان تلو الآخر. ويتنبأ في تتابع أحداثه بما حدث في “طوفان الأقصى”، باعتبار أن الرسالة التي أجمع عليها كل المشاركين في الفيلم هي أن “الحق يُنتزع بالقوة ولا يُمنح”.
ويسلط الفيلم أيضاً الضوء على الجانب الثقافي والفني والأكاديمي والتعليمي والإغاثي في قطاع غزة، والتحولات التي طالت هذه القطاعات جرّاء المفاصل التاريخية والحروب المتكررة، ودور الفاعلين في هذه القطاعات في نهضة القطاع، لا سيما ما بعد الحروب والنكبات، عبر وحيد أبو شحمة مدرب الدبكة الذي حول هذه الرقصة الفلكلورية الفلسطينية إلى فعل مقاومة وصمود وتفريغ، خصوصاً لدى الشباب، والجرّاح الفرنسي كريستوفر أوبرلين الذي لطالما تطوّع للعمل في مستشفيات، إلى جانب حضور خاص للمخرج البريطاني كن لوش، المعروف بتأييده لعدالة القضية الفلسطينية.
ق-ث