يقطنون بالقرب من بحيرة تملؤها القذارة… سكان علي خوجة بالرغاية يناشدون زوخ ترحيلهم

elmaouid

يناشد العديد من السكان القاطنين بحي “علي خوجة” الواقع ببلدية الرغاية شرق العاصمة، سلطات ولاية الجزائر، برمجتهم ضمن عمليات الترحيل القادمة، بعد أن تم تناسيهم من كافة عمليات الترحيل التي عرفتها الولاية، ومست عشرات الآلاف من المستفيدين، مشيرين إلى أنهم يعيشون في وضعية جد مزرية بالنظر إلى تموقعهم بالقرب من بحيرة تغمرها المياه القذرة، غير أن ذلك لم يشفع لهم في الحصول على سكن لائق لحد الساعة.

وحسب السكان، فإن الحي يقع بالقرب من البحيرة، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مصب للمياه القذرة، ناهيك عن خطر ارتفاع منسوب مياهها خلال فصل الشتاء، مطالبين في ذات السياق بضرورة انتشالهم من الجحيم الذي يتخبطون فيه لسنوات عديدة، عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.

وفي سياق متصل، أشار المشتكون إلى أنهم أُقصيوا من كافة عمليات الترحيل الــ 24 التي برمجتها مصالح ولاية الجزائر منذ جوان 2014، معبرين عن استيائهم لسياسة التجاهل التي تنتهجها المصالح المعنية في الاستجابة لمطالبهم المتكررة، والتي تتركز في اتجاه واحد وهو الترحيل، مضيفين بأنه في كل مرة يتم إطلاق عليهم مجرد وعود كاذبة، لم ترق للتجسيد على أرض الواقع لحد الساعة، خصوصا وأنهم قاموا منذ سنة 2007 بتقديم ملفاتهم الخاصة بعملية الإحصاء على مستوى مكاتب البلدية، إلا أنهم لم يتلقوا الضوء الأخضر الخاص بترحيلهم، وهو الأمر الذي جعلهم يطالبون بالرد على ملفاتهم المقدمة في القريب العاجل.

وتطرق سكان الحي إلى الخطر الذي يهدد حياتهم منذ سنوات، ويثير مخاوفهم لاسيما مع تحول بحيرة المنطقة إلى مصب للمياه القذرة بسبب غياب شبكة الصرف الصحي، ما حوّل حياتهم اليومية إلى جحيم، متهمين السلطات المحلية التي لم تتخذ أي إجراءات على حد تعبيرهم لانتشالهم من هذا المشكل الذي يتضاعف مع حلول كل فصل شتاء من كل سنة حين يرتفع منسوب مياه البحيرة، وهو ما يتخوف منه هؤلاء في حال وصل إلى بيوتهم وغمرها، موضحين بأنهم يعيشون في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية، وسط انتشار البعوض والحشرات، ما يتسبب في إصابتهم بالأمراض والأوبئة التي تهدد حياتهم وحياة أولادهم، خصوصا أن هؤلاء الأطفال اتخذوا من حواف البحيرة مكانا للعب، مما جعلهم معرضين للخطر والأمراض بسبب مخلفات البحيرة التي تنبعث منها روائح كريهة وحشرات جراء التعفن بالمكان، مؤكدين أن أغلب السكان باتوا مصابين بعدة أمراض كالربو والحساسية، ناهيك عن انتشار الحيوانات الضالة كالقطط والكلاب والجرذان والحشرات التي تتسلل في غالب الأحيان إلى داخل المنازل، موضحين أن المعاناة تتضاعف خلال فصل الشتاء خاصة بعد تهاطل الأمطار، الأمر الذي أثار قلقهم  وجعلهم يتخوفون من غرق أطفالهم في بحيرة الرغاية.

وعبر محدثونا عن غضبهم الشديد لإهمال المصالح المحلية لوضعيتهم، حيث لم تتحرك لإيجاد حلول وإنهاء معاناتهم التي نغصت حياتهم وأرهقت كاهلهم، أو العمل على برمجتهم ضمن عمليات الترحيل من أجل تخليصهم من المعاناة التي ما تزال مستمرة لسنوات طويلة، مؤكدين أن الآلاف من العائلات التي كانت تقطن على ضفاف الأودية استفادت من سكنات اجتماعية ليبقوا منسيين من طرف السلطات لبرمجتهم ضمن برنامج الترحيل رغم أنهم يقاسون نفس معاناة الذين كانوا يقطنون بالقرب من الأودية.

وتحدث السكان عن المشاكل الكثيرة والنقائص التي لا تحصى في هذا الحي، الذي يعرف انعداما تاما للتهيئة الحضرية، حيث أن طرقات الحي عبارة عن مسالك ترابية مهترئة كليا مليئة بالحفر والمطبات، فضلا عن انعدام المرافق الضرورية، فهم يعيشون حياة بدائية ويفتقرون إلى وسائل النقل إلى جانب غياب مدارس تعفي الأطفال المتمدرسين من مشقة التنقل إلى الأحياء المجاورة للالتحاق بمقاعد الدراسة، علاوة على الغياب التام للمرافق الترفيهية التي نكدت على شباب المنطقة حياتهم اليومية، قائلين إنه وبالرغم من الشكاوى والمراسلات العديدة التي يوجهونها للمصالح المحلية من أجل الإسراع في ترحيلهم، غير أنه في كل مرة يتم تقديم وعود لهم بترحيلهم قريبا، إلا أنه مع كل عملية ترحيل جديدة، يتم تجاهل حيهم من طرف المصالح الولائية المكلفة ببرنامج الترحيل.

إسراء. أ