تفرض الأجواء الشتوية مزاجية خاصة لدى الجزائريين الذين يميلون إلى تناول مأكولات تسمح بمقاومة برودة الطقس، خاصة إذا تزامن ذلك مع تساقط الثلوج والأمطار، سواء في المناطق الجبلية أو الصحراوية وحتى الساحلية، بالمقابل يحذر المختصون من التناول المفرط لمثل هذه الأطعمة وخطورتها على القولون.
يتميز فصل الشتاء بأطباق غذائية ووجبات شعبية كثيرة الانتشار وسط الجزائريين مقارنة بالفصول الأخرى، وهذا بصرف النظر عن الطابع الصحراوي أو الجبلي أو الساحلي.
مطاعم متخصصة
يجمع الكثير من المتتبعين على أن اشتهار الكثير من المأكولات التي باتت تتناول في فصل الشتاء قد عرفت انتشارا واسعا، ما جعل الكثير من المطاعم تطبق مبدأ “التخصص وتقسيم العمل” وفقا لنظرية آدم سميث، حيث تتخلى عن بقية الأطباق وتتخصص في تحضير طبق معين وفي مجال معين، بدليل انتشار مطاعم مختصة في فنون طبق الدوبارة الذي تشتهر به منطقة بسكرة، ليعرف هذا الطبق انتشارا في عديد ولايات الوطن، من ذلك ولايات الأوراس والشرق الجزائري وحتى مناطق العاصمة، في الوقت الذي تشتهر ولاية قسنطينة وما جاورها بطبق الحمص الذي يقبل عليه الكثير لتناول وجبة الغداء، خاصة إذا اشتدت حدة البرد أو تزامن ذلك مع تساقط الأمطار والثلوج، وفي السياق ذاته هناك مطاعم فضلت خوض تجربة التخصص في تحضير طبق اللوبيا بجميع أنواعه، وهو ما يجعل البعض يعلق حين يشتد البرد بأن هذا اليوم يستحق طبعا على وقع اللوبيا بالكرعين، أو لوبيا بأرجل البقر، وغيرها من التسميات والتفاعلات.
مختصون يحذرون من أطعمة فصل الشتاء
حذر المختصون في التغذية، من النظام الغذائي الذي يتسبب في العديد من العلل والمشاكل الهضمية، وعلى رأسها القولون، مشيرين إلى أن العديد من الأشخاص اليوم، يعانون مما يسمى بالقولون _المزمن_، بسبب نوعية النظام الغذائي الذي يعتمدونه، لاسيما خلال فصل الشتاء، إذ تميل ربات البيوت إلى تحضير العجائن بأنواعها والبقوليات، وهي أكلات تسبب الغازات، وهي العدو الأول للقولون.
والعديد من الأشخاص خلال فصل الشتاء، ترتفع لديهم المشاكل المرتبطة بالقولون وعسر الهضم، نظرا للنظام الغذائي الذين يتم تبنيه خلال فصل البرد، إذ يرفعون من وتيرة استهلاكهم للأطباق المحضرة من المعجنات وكذا البقوليات، التي تساعد على تدفئة الجسم.
فالجزائري بطبعه، لديه عادات أكل غير صحية تماما، نظرا لاعتماد العجائن بصفة كبيرة، على غرار الكسكسي، _الشخشوخة_، _الرشتة_، _البركوكس_ وغيرها، وتعد العجائن من المأكولات التي تسبب تشنج القولون. ويعتبر تشنج القولون، على أنه انقباض مفاجئ وتلقائي لعضلاته، وفي الحقيقة تنقبض عضلات القولون في الوضع الطبيعي، لتساعد على إخراج البراز من الجزء السفلي للجهاز الهضمي، لكن ما يحدث في حالة تشنج القولون، أن عضلاته تنقبض بشكل غير منظم، ويشعر بها الشخص، وتكون مؤلمة، بخلاف الانقباضات الطبيعية التي لا يشعر بها الإنسان مطلقا، وعادة ما يكون تشنج القولون مرتبطا بالإصابة بـ “متلازمة القولون المتهيج”.
ويواصل مختصو التغذية قائلين: _يكون تشنج عضلات القولون عرضا من أعراض متلازمة القولون المتهيج_، ويشير المتحدثون في هذا الصدد، إلى أنه _ليس جميع المصابين بمتلازمة القولون المتهيج يعانون من تشنج في الأمعاء، بسبب النظام الغذائي، فيمكن أن ينتج ذلك من التوتر المتكرر، حيث يمكن أن يرجع تشنج القولون إلى مشاكل صحية أُخرى، لكن أكثر ما يصيب القولون؛ تبني الأغذية التي تحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان، الموجودة في قشور بعض الفواكه والخضروات، باعتبارها من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي، ويجب على البالغين تناول بين 22 إلى 34 غراما من الألياف يوميا، إلى جانب التحسس لمادة الغلوتين الموجودة في البقوليات، فأكثر المصابين بالقولون المزمن لديهم حساسية تجاه الغلوتين_.
في الأخير، ذكر المختصون أن بعض الأطعمة الأخرى كذلك، تزيد من مشاكل القولون المزمن، على غرار تناول منتجات ترتفع فيها نسبة الدهون، مثل منتجات الألبان التي تتسبب في انتفاخ وآلام على مستوى الجهاز الهضمي، نظرا لحساسيتهم تجاه _اللاكتوز_، وعليه ينصحون بأهمية تبني نظامي غذائي متوازن، غني بالألياف القابلة للذوبان، وتساعد على عملية الهضم، مضيفين أن المشي بعد الأكل، هو أفضل وسيلة تساهم في عملية الهضم بطريقة فعالة.
لمياء. ب