لم يستفد حي عين المالحة بعين النعجة بالعاصمة من الامتيازات التي استفادت منها أغلب الأحياء والبلديات في إطار جهود المصالح الولائية لتحقيق التنمية وتحسين الخدمة، إلا أن الحي ما يزال يجترّ المعاناة باعتباره
يفتقر إلى أهم المرافق الضرورية التربوية والصحية والخدماتية، ويضطر سكانه للتنقل نحو عين النعجة أو بئر خادم بغية تلبية حاجياتهم.
سرد سكان عين المالحة جملة المشاكل التي يعانون منها في ظل افتقار حيهم لأغلب المرافق الضرورية التي تضمن لهم الاستمتاع بحياة طبيعية، مؤكدين أنهم يعانون الأمّرين للتأقلم مع الظروف المفروضة عليهم، فهم محرومون من سوق جواري، مركز صحي وغيرها من النقائص التي عقدت من حياتهم، خاصة وأنهم يضطرون لقطع مسافات طويلة لاقتناء لوازمهم من سوقي عين النعجة أو بئر خادم، وما يترتب عليه من مصاريف إضافية وصعوبة حمل الأكياس خاصة بالنسبة لضعاف البنية من النساء والمسنين والمرضى وحتى الأشخاص الذين لا يملكون سيارات.
وطرح السكان مشكلا آخرا لطالما سبّب لهم الكثير من المعاناة باعتبارهم يلاحقون المراكز الصحية المتواجدة خارج حيهم، فهم يفتقرون لهذا المرفق المهم ولا يسعهم في ظل هذه الظروف إلا التوجه نحو قاعة العلاج المتواجدة بعين النعجة أو مستشفى القبة أو زميرلي بالحراش، وكلها تبعد كثيرا عن المنطقة بغية الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وتساءل السكان عن المبررات التي يمكن أن يستند إليها المسؤولون لتغطية هذا الخلل وهذا التنصل من تحمّل مسؤولياتهم إزاء سكان هذا الحي الذي زاد أضعافا مضاعفة بعد عمليات الترحيل التي شهدتها المنطقة، مشيرين إلى أنهم ومع كل هذا النقص يجدون صعوبة في التنقل لهذه المراكز الصحية في حالات الطوارئ، خاصة وأن الحي غير مجهز بوحدة للحماية المدنية، مشيرين بأصابع الاتهام في استمرار المعاناة إلى السلطات التي لم تكلف نفسها عناء تسوية مشاكلهم، بل وتعميق جرحهم من خلال اللامبالاة وتجاهل مطالبهم المرفوعة، معرجين على الحديث عن معاناة أطفالهم في التنقل إلى مؤسساتهم التربوية، مشددين على إنجاز ثانوية لفائدة أبنائهم الذين أرهقهم التنقل يوميا إلى ثانوية عين النعجة للدراسة وفي ظروف جد صعبة خاصة، بسبب مشكل الاكتظاظ الذي انعكس سلبا على نتائج أبنائهم، ناهيك عن النقص الكبير في النقل الذي تعاني منه المنطقة مما يصعب على هؤلاء التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة في الوقت المحدد.
وشدد السكان على ضرورة تخليصهم من معاناة افتفار حيهم لضروريات العيش الكريم بالتركيز على استكمال تهيئة الحي وتوفير سوق جواري، مراكز صحية ومؤسسات تعليمية.