يعيشون وضعية كارثية .. قاطنو الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة يحلمون بالترحيل

يعيشون وضعية كارثية .. قاطنو الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة يحلمون بالترحيل

ما يزال أزيد من 390 عائلة قاطنة بالحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس، ينتظر تدخل المسؤولين من أجل انتشالهم من الجحيم الذي هم فيه منذ سنوات عدة في بيوت انتهت صلاحيتها نظرا لاهترائها بالكامل وغياب فيها كل مرافق العيش الكريم، فهم يوجهون نداء استغاثة للمسؤولين من أجل التحرك لترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي جحيما، قال عنه السكان، إن مدته قد طالت.

وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس أكدوا لنا أنهم يعيشون في صمت رهيب بسبب الأوضاع الكارثية التي يتخبطون فيها في تلك السكنات التي هي عبارة عن إسطبلات لم تعد صالحة لإيواء البشر، بعدما تم إنشاؤها بطريقة فوضوية واتخذوها كمركز إيواء بعد أن ضاقت بهم السبل في الحصول على سكنات اجتماعية لائقة، ليجدوا أنفسهم يواجهون معاناة حقيقية في بيوت تفتقد لأدنى ظروف العيش الكريم، بدءا من انعدام الغاز الطبيعي ما يؤدي بهم إلى البحث والجري المتكرر واليومي بحثا عن قارورات البوتان التي تعرف ندرة حادة بحيهم، ما يضطرهم إلى التنقل للأحياء المجاورة أو وسط البلدية من أجل جلبها، كما أنهم يصطدمون بارتفاع ثمنها في فصل الشتاء باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار، أين تباع بـ 450 دج ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها تدفع ثمنها العائلات الفقيرة وذات الدخل المتوسط، إضافة إلى غياب قنوات الصرف الصحي، ما زاد من معاناة السكان الذين أبدوا في هذا السياق استياءهم وتذمرهم الشديدين من انعدام هذه الأخيرة بحيهم، ما أدى بهم إلى الاستنجاد ببعض الحلول كاستعمال البالوعات التقليدية والحفر، حيث تبقى هذه الحلول بدائية ومؤقتة لا يمكن التعايش معها لفترة طويلة، خاصة في فصل الشتاء ومع تساقط الأمطار وتسرب المياه القذرة، وهو ما ينجم عنه الانتشار الرهيب للروائح الكريهة في عز فصل الصيف

وانتشار فيروس “كورونا” على حد سواء، الأمر الذي نجم عنه انتشار الحشرات التي وجدت المناخ المناسب لتكاثرها، بالإضافة إلى تجول الحيوانات الضالة التي حرمت السكان من نعمة الراحة بحيهم وجعلتهم يقبعون في منازلهم خوفا من الأمراض التي قد يتعرضون إليها من جراء هذه الحيوانات.

كما تطرق القاطنون أيضا إلى مشكلة غياب الإنارة العمومية في الفترة الليلية و الصباحية، الأمر الذي حرمهم من نعمة الراحة والتجول بحيهم خوفا من الاعتداءات والسرقات التي يقوم بها هؤلاء وتكاد تكون يومية بسبب الانتشار الكبير للمجرمين الذين حولوا الحي إلى مسرح للقيام بمختلف الأعمال الإجرامية، كل هذا على حد قول السكان، والسلطات لم تحرك ساكنا لوضع حد لهذه المشكلة التي حولت يوميات السكان إلى جحيم حقيقي لا يطاق، ناهيك عن تدهور السكنات التي أصبح العيش فيها مستحيلا، جراء الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه الأخيرة بسبب التشققات والتصدعات البليغة التي تشهدها، حيث باتت تنذر بخطر الانهيار على رؤوس قاطنيها في أي لحظة.

وعليه، يؤكد سكان الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس، أن معاناتهم لن تنتهي إلا بتدخل المسؤول الأول عن البلدية وكذا والي ولاية بومرداس “يحيى يحياتن” من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتجنب أبناءهم الأمراض خاصة في هذه الفترة الاستثنائية التي تمر بها البلد جراء الانتشار المقلق لفيروس “كورونا”.

أيمن. ف