ما تزال العائلات القاطنة بالحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس تعيش ظروفا اجتماعية مزرية ببيوت قصديرية لم تعد صالحة لإيواء البشر فيها، ما حوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، آملين أن تعجل السلطات المعنية بمن فيها والي الولاية في التدخل العاجل من أجل إدراج حيهم ضمن الأحياء الفوضوية المستفيدة من عمليات الترحيل المدرجة من قبل السلطات الولاية في إطار القضاء على هذه البيوت الهشة التي تعرف انتشارا كبيرا بخميس الخشنة والبلديات الأخرى بولاية بومرداس.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس أكدوا لنا أنهم بالرغم من النداءات المتكررة التي أطلقوها في العديد من المرات للجهات المعنية محاولين بذلك لفت انتباهها والوقوف على حجم معاناتهم، إلا أن مطلبهم لم يجد سوى وعود لم تجسد على أرض الواقع بدليل بقاءهم في تلك البيوت الهشة فيها منذ سنوات عدة.
مضيفين في السياق ذاته أنهم يعيشون في وضعية أقل ما يقال عنها إنها مزرية في بيوت تم إنشاؤها بطريقة فوضوية منذ سنوات عدة من دون تدخل المسؤولين لترحيلهم إلى سكنات لائقة، ليجدوا أنفسهم أمام معاناة حقيقية، خاصة وأن البيوت التي يقطنونها أضحت في درجة جد متقدمة من التدهور ولم تعد صالحة للإيواء، إذ تشهد جدرانها وأسقفها المتكونة من الصفائح الحديدية والزنك تدهورا رهيبا وقد تقع فوق رؤوس قاطنيها في أي لحظة، ما يتطلب تدخل المسؤول الأول عن البلدية من أجل إنقاذهم من خطر الموت الذي يتربص بهم، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تحاصرهم في كل مكان والتي باتت تشكل خطرا على صحتهم لاسيما منهم مرضى الحساسية والأمراض الصدرية، ناهيك عن الحرارة الشديدة في فصل الصيف خاصة أن أسقف البيوت التي يقطنونها من مادة الزنك والحديد.
هذا، وقد تطرق قاطنو الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس لنقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على غرار انعدام شبكة الصرف الصحي التي اعتبرها القاطنون من أهم المشاكل التي تحاصرهم بالنظر إلى أهميتها في التخلص من المياه القذرة، حيث يضطرون لصرفها بطريقة عشوائية، الأمر الذي قد ينجم عنه أمراض وأوبئة خطيرة خاصة على الأطفال نتيجة لعبهم في الأماكن القذرة، إضافة إلى انتشار الحشرات الضارة، إلى جانب غياب شبكة الغاز الطبيعي بسكناتهم ما يضطرهم إلى البحث عن قارورات غاز البوتان التي تعد من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية خاصة في فصل الشتاء لاستعمالها للتدفئة، ناهيك عن حالة الطرقات المزرية التي تتحول إلى برك مائية وأوحال عند كل تساقط للأمطار، في حين صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.
مشاكل سكان الحي القصديري “اللوز” متواصلة مع تسرب مياه الأمطار إلى سكناتهم، ما يجعلهم في فصل الشتاء يعيشون في جحيم كبير وتصبح ليالهم نهارا، هذا إلى جانب انتشار النفايات على حواف طرقات الحي، ما حوله إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليه.
وعليه، يطالب قاطنو الحي الفوضوي “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس المسؤول الأول عن البلدية ووالي الولاية بالتدخل العاجل من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم الحياة الكريمة، وذلك في إطار إدراجهم ضمن قوائم المرحلين إلى السكنات المنجزة والمتعلقة ببرنامج رئيس الجمهورية القاضي بترحيل سكان البنايات الهشة بمختلف بلديات ولاية بومرداس خاصة منها ذات الكثافة السكانية الكبيرة وعلى رأسها بلدية خميس الخشنة التي تعرف انتشارا كبيرا للبنايات الفوضوية.
أيمن. ف