لا تزال العائلات القاطنة بشاليهات عمال جنوب شرق بومرداس تنتظر الترحيل بالنظر إلى المعاناة التي يواجهونها في تلك السكنات التي أكل عليها الدهر وشرب نظرا لاهترائها بالكامل وانتهاء مدة صلاحيتها. فهم يأملون
أن يفي والي بومرداس السيد “مدني فواتيح” بالوعود التي قطعها لهم والمتمثلة في ترحيلهم قريبا أي قبل نهاية السنة الجارية على أقصى تقدير.
“الموعد اليومي” تنقلت إلى شاليهات عمال حيث تقطن ما يزيد على 53 عائله في تلك السكنات الجاهزة منذ زلزال 21 ماي 2003 الذي ضرب الولاية، ومنذ تلك الفترة وهم يقبعون فيها، الأمر الذي تذمر له السكان خاصة وأن سلطاتهم قد وعدتهم في عديد المرات بترحيلهم الى سكنات لائقة غير أنه بعد مرور 15 سنة كاملة في تلك السكنات لا جديد يذكر حيث لا يزالون يقطنون تلك الشاليهات التي انتهت صلاحيتها منذ سنوات نظرا لاهترائها وظهور علامات الصدى فيها.
وفي لقاء جمعنا مع بعض القاطنين أكدوا لنا أنهم سئموا العيش في تلك السكنات التي تعرف اهتراء كبيرا ناهيك عن غياب أدنى الضروريات اليومية، منها الماء الشروب الذي يعرف تذبذبا في التزود به في فصل الصيف حيث يغيب أكثر مما يحضر ما يؤدي بهم الى شراء صهاريج من المياه التي أثقلت كاهلهم بالنظر الى اسعارها المرتفعة التي تصل في الايام الحارة الى 1600 دج، الغاز الطبيعي منعدم بالحي الامر الذي يؤدي بهم الى شراء قارورات غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالحي ما يضطرهم إلى التنقل حتى إلى البلديات المجاورة من اجل جلبها كما أنهم يصطدمون بارتفاع ثمنها الذي يصل في فصل الشتاء الى 450 دج و هو السعر الذي لا يتناسب مع قدرتهم الشرائية.
هذا إلى جانب مواجهتهم لنقائص اخرى منها ضيق السكنات التي لم تعد تستوعب عدد الافراد، حيث أكدت في هذا السياق إحدى العائلات أنها تقطن في مساحة صغيرة بأكثر من 07 أفراد، هذا إلى جانب تسرب مياه الأمطار إلى سكناتهم نظرا لتصدع وتشقق الجدران ما يزيد من معاناتهم في فصل الشتاء حيث تجعل ليلهم نهارا، إضافة إلى غياب الإنارة العمومية بالحي ما نجم عنه انتشار السرقة والاعتداءات.
المرافق الشبانية والرياضية شبه غائبة بالحي الامر الذي تذمر منه الشباب واضطر العديد منهم إلى التنقل حتى الى وسط البلدية للترفيه عن أنفسهم، فيما دخل آخرون عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة لنسيان هموم الحياة بما فيها البطالة التي نخرت أجسادهم في غياب فرص للعمل..
لذلك تأمل العائلات القاطنة بشاليهات عمال وعددها 53 عائلة أن يفي والي ولاية بومرداس السيد “مدني فواتيح” بوعوده بترحيلهم إلى سكنات لائقة قريبا.