يعرض قصة “موسى” أميراً فرعونياً ونبياً.. “الوصية” في مرمى الانتقادات

يعرض قصة “موسى” أميراً فرعونياً ونبياً.. “الوصية” في مرمى الانتقادات

بدأ عرض المسلسل التاريخي “الوصية.. قصة النبي موسى” على منصة البث التدفقي نتفليكس، في إطار سلسلة وثائقية درامية هدفها تنويري لحياة نبي الله «موسى»، إذ اهتمت بعرض حياته الاستثنائية كأمير فرعوني هرب من أهله إثر جريمة قتل إلى أن تم تكليفه بالنبوة على جبل سيناء، فيما تُقدم مزيداً من آراء اللاهوتيين والمؤرخين وأساتذة التاريخ في الجامعات في أمريكا.

الفصل الأول يعرض نشأة موسى وارتكابه جريمة قتل رئيس الحراس خلال خدمته دفاعاً عن أحد العبرانيين، ثم هروبه إلى صحراء مدين وتعرّفه على ابنة كبيرها (شعيب) وزواجه منها ثم إنجابه ابنيه، إلى أن يرى ضوءاً مشتعلاً على جبل سيناء (جبل الطور) فيقرر الصعود وحديثه مع الله ثم تكليفه بالرسالة وإخراج بني إسرائيل من عبودية فرعون لهم لأكثر من 400 عام.

الفصل الثاني يعرض في إطار درامي وثائقي، مدعماً مادته التاريخية بأحداثه لأساتذة جامعات في في التاريخ وقساوسة وحاخام وأساتذة للدين الإسلامي، إذ يجمع كل ما قيل في هذه الفترة من التوراة، الإنجيل، الإسلام والروايات التاريخية ثم إنزال البلاءات العشر عليه وأهل مصر بتحويل النهر إلى دم ثم وباء الضفادع والجراد ثم حجب الشمس والقمل وأخيراً قبض أرواح البكر لذرية فرعون.

الفصل الثالث يعرض معجزة انشقاق البحر الأحمر لآل موسى حتى يعبروا هرباً من بطش فرعون لإعمار أرض الميعاد إلى فلسطين.

وأثار العمل، جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والسياسية خاصة مع الرؤية المطروحة والمتوافقة مع الرواية الإسرائيلية في ظل أحداث غزة.

ومن ضمن أبرز المغالطات في المسلسل مع القرآن الكريم الذي ذكر النبي موسى 136 مرة تقريباً، أن المرأة التي أنقذت النبي موسى من النهر هي ابنة فرعون الحاكم المصري حينها على عكس الرواية المذكورة في القرآن التي تحدثت عن أنّ امرأة فرعون وتعني زوجته هي من قامت بأخذه والاعتناء به.

المغالطة الثانية تتعلق بترديد عدة أقوال على لسان الممثلين عن أن فلسطين أرض الميعاد، دون الإشارة إلى أن أصل اليهود من سيدنا يعقوب عليه السلام حضروا إلى مصر من بلاد الشام بعدما تملّك النبي يوسف خزائنها.

المغالطة الثالثة تبني المسلسل كثرة عدد اليهود في مصر ودورهم في بناء الحضارة الفرعونية، بينما تتبنى المراجع التاريخية المصرية أن عددهم قليل.

المغالطة الرابعة وهي تعتبر من أكثر الأمور المثيرة للجدل في المسلسل، بالإشارة إلى الملك المصري رمسيس الثاني على أنه الفرعون في قصة النبي موسى، في ظل عدم وجود أي إثبات تاريخي عن هذه السردية، خاصة أن جثة رمسيس الثاني في المتحف المصري لا تشير بأي حال إلى وفاته غرقاً.

وضمن مراجع المسلسل في الجزء السردي تظهر الاستعانة بعالمة الآثار المصرية مونيكا حنا، إلى جانب عدد من المتخصصين الدوليين من أبرزهم مؤلفة كتاب «النساء ونوع الجنس في القرآن» الأمريكية الجنسية الدكتورة سيلين إبراهيم، والدكتور شادي ناصر أستاذ مشارك في لغة وحضارة الشرق بجامعة هارفارد الأمريكية.

كما استعان المسلسل بالأسقف أندي ليوتر، مؤرخ وحاصل على زمالة الكنيسة المعمدانية، والحاخام موريس هاريس، وتوم كانغ، قس كنيسة نيوستوري، والمؤلف جوناثان كيرش.

وتعد قصة النبي موسى من أكثر الروايات الجدلية في التاريخ، إذ سبق صياغتها في عدة أفلام ومسلسلات منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى عام 2014 أبرزها فيلم Exdoue للمخرج العالمي ريدلي سكوت الذي نال الانتقادات نفسها تقريباً وتقرر منع عرضه في مصر.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تتم إثارة أزمة بين نتفليكس والمشاهدين في مصر، إذ أصدرت الشبكة العالمية عملاً فنياً لقصة إحدى أهم ملكات مصر «كليوباترا» أظهرتها سيدة سمراء تواجه المجتمع في الوقت الذي ربط فيه كثيرون بين هذه السردية والسردية التي يتبناها البعض عن الحضارة المصرية والمعروفة باسم «الأفروسنتريك» ما أثار جدلاً واسعاً أدى إلى فشل العمل.

ق\ث