يعد من الأسلحة العظيمة لمقاومة الفتن .. الدعاء في الكرب

يعد من الأسلحة العظيمة لمقاومة الفتن .. الدعاء في الكرب

الدعاء هو من الأسلحة العظيمة في مقاومة الفتن، فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم به، فقد جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “تعوَّذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطَن”. وعلَّمَنا صلى الله عليه وسلم أن نتعوَّذ في دُبر كل صلاة من عذاب جهنَّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجَّال. وها هو النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدرٍ يَضرب أروع الأمثلة في استخدام هذا السلاح القوي، فكان صلى الله عليه وسلم يُكثر الابتهال والتضرُّع، ويقول فيما يدعو به: “اللهم إن تَهلِك هذه العصابة، لا تُعبد بعدها في الأرض”، وجعل يَهتف بربه عز وجل ويقول: “اللهم أنجِز لي ما وعَدتني، اللهم نصرك”، ويرفع يديه إلى السماء حتى سقَط رداؤه عن مَنْكِبيه، وجعل أبو بكر يَلتزمه من ورائه، ويُسوِّي عليه رداءَه، ويقول مشفقًا عليه من كثرة الابتهال: “يا رسول الله، كفاك مُناشدتك ربَّك، فإنه سيُنجز لك ما وعدَك”.

وها هو صلى الله عليه وسلم يوم الطائف، وكان يوم ابتلاءٍ عظيم وفتنة كبيرة، فأخذ صلى الله عليه وسلم يناجي ربَّه ويخاطبه بقوله: “اللهم إليك أشكو ضَعف قوَّتي، وقلة حِيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربي، إلى مَن تَكِلني؟ إلى بعيد يتجهَّمني، أم إلى عدوٍّ ملَّكته أمري؟ إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ، فلا أُبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي! أعوذ بنور وجهك الذي أشرَقت له الظلمات، وصلَح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحلَّ عليَّ غضبك، أو يَنزل بي سَخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”. فالدعاء والتضرُّع من أهم الأسلحة لمواجهة الفتن والابتلاءات، فما علينا إلا أن نَبتهل وندعو الله، ومن فضل الله علينا أن سنَّ لنا عبادة هي من أهم العبادات، ألا وهي القنوت في النوازل في الصلوات، فلا ينبغي لنا أن نتركه.