لم يجد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة من سبيل لاحتواء الازمة التي افتعلها نظام المخزن لابتزاز المملكة العربية السعودية قبل ان تخرج عن السيطرة، سوى بتصريح مثير للاستغراب تضمن نفيا قاطعا لسحب سفير بلاده من الرياض بالقول: كل الأخبار التي رافقت الموضوع لم تكن مضبوطة، وإن استدعاء السفير كان عاديا من أجل دراسة التحولات التي تعرفها منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وتأثيراتها المحتملة على المغرب، حسبما علم موقع صمود من مصدر مطلع الثلاثاء.
نفي بوريطة سحب سفير بلاده بالسعودية وبقدر ما اعتبر بمثابة اعتذار للسعودية، شكل ايضا اهانة وتكذيب صريح لسفير المغرب بالسعودية مصطفى المنصوري الذي سبق له ان ادلى بتصريح لموقع “360” المغربي بان الرباط استدعته قبل ثلاثة ايام للتشاور بعد المستجدات التي طرأت أخيرا على العلاقات بين البلدين، خاصة بعد الشريط الذي بثته قناة العربية، المقربة من الدوائر الحاكمة في السعودية.
بوريطة الذي حاول تغطية الشمس بالغربال بالقول ان العلاقات التي تجمع الرباط والرياض قوية وقائمة على الاحترام المتبادل، نسي او تناسى انه هو نفسه الذي أكد أن بلاده تحفظت على زيارة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الرباط خلال جولته التي قادته إلى الجزائر وتونس بعد عودته من قمة مجموعة العشرين في نوفمبر الماضي، وهو ايضا من اعلن رسميا من على منبر نفس القناة ولأول مرة انسحاب بلاده من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وان وسائل اعلام بلاده التي لا تملك حرية الكتابة في الشان العام الا بايعاز من مخابراته، احرى بان تتناول شأنا خارجيا يهم دولة شكلت دعامة وسند لنظامه المتهالك، اطلقت العنان لأبواقها للتشهير بالملك سلمان نفسه وبولي عهده محمد.
ي. ش