عاد من جديد سكان الأحواش المنتشرة بإقليم بلدية السحاولة غرب العاصمة، ليتساءلوا عن مصيرهم من عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر منذ أكثر من أربع سنوات، ومست آلاف العائلات من مختلف المواقع ليقصوا منها بسبب برمجتهم ضمن مشروع السكنات الجاهزة، مطالبين بذلك والي ولاية الجزائر، بالتدخل الجدي لتسوية وضعيتهم السكنية العالقة منذ سنوات، بعد أن حرموا من الترحيل، وذلك قصد التصرف فيها والتمكن من التخلص من “التهميش” والمعاناة التي يقاسيها أزيد من 1500 عائلة.
وقال هؤلاء، إن بلدية السحاولة تضم لوحدها 39 حوشا يحوي أزيد من 1500 عائلة، تعيش في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية، نظرا لدرجة الهشاشة التي تعرفها أغلبية السكنات القديمة، التي شيّدت منذ أكثر من نصف قرن، وهو ما زاد الطين بلة حسب بعض السكان، فبات الأمر لا يطاق، لاسيما أنهم لا يملكون عقود ملكية لسكناتهم، ما يمنعهم من التصرف فيها لعدم حصولهم على رخص البناء، داعين إلى ضرورة إيجاد حل فوري لمشاكلهم، التي حالت دون الاستفادة من مشاريع تنموية أو تحسين وضعية سكناتهم، لاسيما بعد أن تم إقصائهم من عمليات الترحيل، بالنظر إلى مشروع “الدوبلاكس” الذي وعد زوخ بإنجازه مكان سكناتهم القديمة، غير أن لا جديد يذكر عن المشروع الذي بقي مجرد حبر على ورق.
في سياق متصل، أكد سكان أحواش السحاولة أن سكناتهم الحالية أضحت جد قديمة جراء التشققات الناتجة بفعل العوامل والظروف القاسية الطبيعية، ما يستدعي حاليا ترميمها لحمايتها من أي انهيار مفاجئ، لاسيما مع مرور الزمن، متسائلين عن مصير المشروع الذي أقرته الحكومة الخاص بقاطني الأحواش، الذي لا يزال، حسبهم، مجرد وعود كاذبة للتخلي عن مطلب عقود الملكية التي يطالبون بها منذ سنوات عدة، موضحين أن هذا الأخير زاد من غضبهم واستيائهم، معبرين عن غضبهم الشديد، لسياسة الصمت التي تنتهجها السلطات بدءا من البلدية مرورا بالدائرة الإدارية وصولا إلى الولاية، في الرد على انشغالاتهم ومطالبهم المتكررة والتي تصب في مصب واحد ألا وهو المطالبة بتسوية الوضعية، لاسيما أنهم محرومون من كامل البرامج السكنية، لوضعيتهم “الخاصة”، ووجدوا أنفسهم مجبرين على تحملها لغياب آليات قانونية تحميهم، كما تساءل جل من تحدثنا معهم عن الأسباب التي أدت بالسلطات إلى اقتطاع جزء من الأراضي الفلاحية لبناء مختلف المشاريع السكنية، في حين عند مطالبة سكان الأحواش بالتسوية، لا يحصلون على رد يشفي غليلهم، سوى “أنتم مدرجون ضمن المشروع الجديد الخاص بالأحواش”، ليبقى هؤلاء حائرين بين تصديق الوعود وانتظار الفرج أو تكذيبهم ورفضهم تماما.
إسراء. أ