الجزائر- حذر تقرير لمركز أبحاث ودراسات تونسي من سعي كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التابعة لتنظيم درودكال لتكوين ما يمكن تسميته بـ”قوس قاعدي” يبدأ من تونس وجنوب الجزائر، ويمر بشمال مالي والنيجر وينتهي في شمال نيجيريا.
وأوضح التقرير الذي نشره موقع مركز المستقبل أن هذا المخطط يتم عبر التحالف مع بعض المجموعات الإرهابية التي تنشط في تلك المناطق، على غرار حركة “أنصار الدين” و”جبهة تحرير ماسينا”، في شمال مالي، فضلا عن مجموعة عبدالله شيكاو القائد السابق لحركة “بوكو حرام”، الذي انشق مؤخرًا عن الحركة التي بايعت تنظيم “داعش” في مارس.
وأشار التقرير ذاته إلى أن العمليات الإرهابية التي باتت تقوم العناصر التابعة لـ”كتيبة عقبة بن نافع” بتنفيذها تشكل تهديدات جدية، خاصة أن تلك الكتيبة تسعى من خلال ذلك إلى تحقيق أهداف عديدة في مقدمتها توسيع نطاق نفوذ تنظيم “القاعدة” وحرص تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، الذي أعلن في جوان 2014 أن الإرهابيين الذين يقاتلون قوات الجيش والشرطة في جبل الشعانبي من أتباعه، على تقديم مساعدات مستمرة لـ”كتيبة عقبة بن نافع” من أجل دعم قدرتها على استيعاب الضربات الأمنية التي استهدفت قادتها وكوادرها الرئيسيين، وعلى تنفيذ هجمات نوعية ضد بعض الأهداف الحيوية في الدولة، خاصة في القطاع السياحي، ووفقا لاتجاهات عديدة، فإن هذا الدعم المستمر من جانب تنظيم “القاعدة” لتلك الكتيبة، يعود إلى 2015.
وتابع التقرير بالإشارة إلى أن “كتيبة عقبة بن نافع” تركز في عملياتها الإرهابية على استهداف قوات الجيش والشرطة التونسية بشكل خاص، إلى جانب السياح الأجانب، وذلك من أجل تصعيد حدة عدم الاستقرار، على المستويين الأمني والاقتصادي، خاصة في ظل الأهمية الخاصة لقطاع السياحة، باعتباره أحد أهم مصادر الدخل القومي لتونس، وهو ما يفسر مسارعتها إلى إعلان مسؤوليتها عن الهجوم على متحف باردو، رغم أن تنظيم “داعش” أعلن أن منفذيه ينتمون إليه.
تشير اتجاهات عديدة -بحسب التقرير – إلى أن هذه المجموعة تسعى من خلال تلك العمليات إلى ضم بعض العناصر التي شاركت في المعارك التي خاضتها بعض التنظيمات الإرهابية في كل من العراق وسوريا، خاصة تنظيم “داعش، والتي تتجه إلى العودة من جديد إلى تونس، لا سيما بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها التنظيم بسبب الضربات العسكرية التي يتعرض لها من قبل التحالف الدولي ضد الإرهاب وبعض الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى.
ورغم التنافس الذي تتسم به العلاقة بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، إلا أن ذلك لم يمنع تلك المجموعة “القاعدية” من محاولة استقطاب بعض العناصر التي تنتمي للأخير، والتي باتت مقتنعة خلال الفترة الحالية بعدم قدرته على تحقيق توجهاته الفكرية، في ظل سعي كثير من الأطراف إلى استعادة السيطرة على المناطق التي اجتاحها منذ منتصف عام 2014 وتجفيف مصادر التمويل التي اعتمد عليها في المرحلة الماضية من أجل مواصلة عملياته وضم عناصر جديدة إليه.