العلم والإيمان

يد الإنسان

يد الإنسان

من الآيات المدهشة التي تلفت النظر، وتعظّم خالق الإنسان، هذه اليد التي نملكها، قال العلماء: “في اليد خمسة أصابع، وفي كل أصبع ثلاث سلاميات إلا الإبهام فهو مكوّن من سلاميتين” وهنا السرّ. ربما لا تصدّق أن حضارة الإنسان التي يزهو بها متعلّقة بهذا الإبهام، والإبهام مما يتفرد به الإنسان دون بقية المخلوقات. على السلامى الثانية في هذا الإبهام يرتكز وتر مع عضلة قابض طويل يطوي السلامى الثانية، فيعطي الإبهام رشاقته ودقّته التي يتفوق بها الإنسان على سائر المخلوقات. بسبب دقّة بناء اليد انطلقت هذه اليد لتؤدّي مهمات لا حصر لها. لولا هذا الإبهام لما كان لهذه الأصابع من قيمة، جرّب أن تكتب دون الإبهام، أو أن ترتدي ثيابك دون إبهام فإنك لن تستطيع شيئا، هذا صنع الله: “صنع الله الذي أتقن كل شيء”. إن مفصله الكروي يعطيه المرونة الفائقة، والسلاميتان الاثنتان مزوّدتان بما لا يقل عن خمسة أوتار، مما يمنحه الحركة برشاقة في كل الاتجاهات، من البسط والقبض والتبعيد، والتقريب، والدوران، والإمساك. لو أنّ ضاربا على جهاز الحاسوب جلس 6 ساعات يضرب على أزراره لبذل هذا الإبهام جهدا يساوي المشي على قدميه 40 كيلو متر وهو لا يدري. قال أحد العلماء الغربيين: “هذا الإبهام العجيب هو الذي فتح لنا هذا العالم العجيب”. فزاد معرفتنا بالله عز وجل وعظمته ووحدانيته. في اليد 27 عظما و28 مفصلا و33 عضلة. أما عظام الرسغ فسبعة، وهذا الرسغ أيضا يعطي اليد الحركة في كل الاتجاهات، ولولا هذا الرسغ لما كان لهذه اليد من معنى، ولو أنها باتجاه واحد لفقدت معظم خصائصها. تمرّ شبكة سقي وتروية دموية من أبدع ما خلق الله عز وجل، وتصب هذه الشبكة في نهرين عظيمين على حافتي الرسغ، في شلالين متعانقين متضافرين، يتوزع عن الوريد والشريان شبكة دقيقة جدا في اليد، لو درسنا هذه اليد لوجدناها آية من آيات الله عز وجل.

من موقع رابطة العالم الإسلامي