سعى سيف الإسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، خلال الفترة الماضية إلى الحصول على دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ من أجل العودة إلى المشهد السياسي، فبعد أن خرج مؤخرًا وريث
الرئيس السابق للجماهيرية من السجن، يخطط للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها ربيع 2019.
ورغم عدم تأكيد الكرملين وصول رسالة من سيف الإسلام للحصول على دعم بوتين، فقد صرَّحت وزارة الخارجية الروسية أن الطموحات الرئاسية لنجل القذافي لم تكن مفاجئة في الواقع نظرًا لأن بعض القبائل الليبية ما زالت تدعمه.
والتقى ممثل عن سيف الإسلام في موسكو ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وقبل شهر، رأى ليف دينجوف، رئيس مجموعة الاتصال الروسية المعنية بليبيا، أن سيف الإسلام مشارك هام في عملية السلام.
ووفقًا لموقع “سبوتنيك” الروسي في نسخته الفرنسية، الجمعة إذا نجح نجل القذافي في المشاركة بالانتخابات الرئاسية، فإن المعارضين الرئيسيين له سيكونا فايز السراج وخليفة حفتر، إذ يترأس الأول حكومة الوحدة الوطنية ويسيطر على غرب البلاد، في حين أن الثاني يسيطر على شرق ليبيا ومعظم حقول النفط.
ويعتقد كيريل سيميونوف، رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، أن سيف الإسلام حتى الآن شخصية من الماضي الليبي، مثل والده، وشكك في أن ابن العقيد يمكن أن يكون شخصية سياسية جادة في البلاد.
وقال: “لا يستطيع أحد أن يقول الآن أين سيف الإسلام، وما يفعله أو حتى إذا كان حيًّا حقًّا، فقد أمضى الكثير من الوقت في السجن، كان يمكن لأعضاء الحكم بسهولة أن يقتلوه دون أي إدانة. ومع ذلك، أصرَّ شخص ما على إطلاق سراحه. ونحن لا نعرف من هو “.
وتابع “ربما يريد هذا الشخص تحويل ابن القذافي إلى أداة تأثير، ويعتزم استخدام اسم القذافي للحصول على تمويل خارجي من الناس الذين يشعرون بالحنين إلى الجماهيرية”، مؤكدًا أن سيف الإسلام ليس له رأس مال سياسي إلا اسم والده، فلا توجد حركة أو حزب في ليبيا الحديثة تسعى لعودة الجماهيرية.
وأضاف “الليبيون يبنون دولة جديدة، يخطئون ويعيدون بناء كل شيء من الصفر، لا أحد يريد العودة إلى زمن العقيد”.
من جهته يعتقد مصطفى الفيتوري، وهو أستاذ في العلوم السياسية وصحفي من طرابلس، أن طموحات نجل القذافي السياسية المحتملة يمكن أن تؤثر على توازن القوى في ليبيا قبيل الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في ربيع عام 2019، وعلى أي حال، هناك هدف مُعقَّد.
وبيَّن الفيتوري “في ظل نظام القذافي، كان سيف الإسلام يعتبر في الواقع الخليفة المحتمل للزعيم الليبي، لا تزال هناك مجموعات هامشية في البلاد ترغب في عودة القذافي إلى السلطة، من الصعب القول ما الذي يمكن أن يفعله ابن العقيد في ليبيا الحديثة؛ حيث كل شيء مختلف تمامًا”.
وفقًا له، فإن محادثات موسكو مع ممثلي نجل القذافي هي جزء من دبلوماسية السلطات الروسية الذين يريدون الحوار مع جميع المشاركين في التسوية السياسية، ولفت إلى أنه “من قبل، زار ممثلا فايز السراج وخليفة حفتر موسكو أيضًا”.