يحلمون بالترحيل منذ سنوات عدة… قاطنو السكنات الهشة بخميس الخشنة يعيشون واقعا مرّا

elmaouid

ما يزال قاطنو السكنات الهشة المنتشرة بإقليم بلدية خميس الخشنة غرب بومرداس يحلمون بالترحيل منذ سنوات عدة في ظل معاناتهم في تلك البيوت التي انتهت صلاحيتها نظرا لاهترائها بالكامل، مطالبين السلطات

المعنية وعلى رأسها والي ولاية بومرداس السيد “مدني عبد الرحمان فواتيح” بضرورة التدخل العاجل من أجل انتشالهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها داخل سكناتهم الهشة، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة، تحفظ كرامتهم وتنهي معاناتهم اليومية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب التي تزيد معاناتهم أكثر.

وفي لقاء جمعنا مع بعض القاطنين بهذه السكنات الهشة المتواجدة بخميس الخشنة غرب بومرداس، التي قدر عددها، حسب الإحصائيات الأخيرة، بـ 550 سكنا هشا، أكدوا لنا أنهم سئموا العيش في تلك البيوت التي تعرف اهتراء كبيرا، أين أبدوا استياءهم وتذمرهم الشديدين من سياسة الصمت واللامبالاة التي أضحت تنتهجها السلطات المعنية في حقهم، أين لم تبرمج أية عملية ترحيل تخصهم، وبالتالي تنهي معاناة طال انتظارها منذ سنوات، خاصة وأنهم يعيشون جحيما كبيرا في تلك السكنات الهشة.

مضيفين في السياق ذاته أنهم مستاؤون من التهميش الذي طالهم، خاصة وأن السلطات على علم بحجم المعاناة التي يواجهونها في تلك السكنات التي تعرف اهتراء كبيرا خاصة في فصل الشتاء، أين تزيد معاناتهم أكثر، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى منازلهم ما يجعل ليلهم نهارا ويقومون بإخراج المياه التي تؤدي الى خسائر مادية هامة والمتمثلة في اتلاف أثاث البيت، الأمر الذي زادهم أعباء مالية هم في غنى عنها.

ناهيك عن مواجهتهم لمشاكل أخرى لخصها القاطنون في اهتراء شبكة الطرقات المؤدية إلى حيهم في ظل عدم برمجة أية مشاريع صيانة لها منذ سنوات، الأمر الذي عرقل من سير الراجلين الذين ينتعلون الأحذية المطاطية للدخول إلى حيهم خوفا من الغوص في الأوحال في فصل الشتاء، في حين في فصل الصيف، فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.

كما تغيب بسكناتهم شبكة الغاز الطبيعي ما يضطرهم في كل مرة للبحث اليومي عن قارورات غاز البوتان من أجل استعمالها للتدفئة في فصل الشتاء، إلى جانب الانقطاعات المستمرة للمياه الشروب، ما يؤدي بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تعرف ارتفاعا في الثمن خاصة في فصل الصيف في ظل المضاربة التي يفرضها التجار الذين يرفعون سعر الصهريج الواحد إلى 1800 دج، ما أثقل كاهلهم خاصة ذوي الدخل المتوسط الذين أجبرتهم هذه الوضعية على جلب المياه من الآبار لاستعماله للشرب والغسيل.

هذا إلى جانب انتشار النفايات على حواف الطرقات، ما حول الأحياء إلى مفرغة عمومية أدت إلى انتشار الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط والحشرات الضارة، المرافق الرياضية والترفيهية غائبة تماما، الأمر الذي استاء له الشباب وأدى بالعديد منهم لولوج عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة من أجل نسيان هموم الحياة اليومية، إلى جانب ضيق السكنات التي لم تعد تستطيع استيعاب العدد الكافي من أفراد العائلة، ناهيك عن تشقق وتصدع الجدران، ما جعل السكنات صيفا تتحول إلى أفران وفي فصل الشتاء تتحول إلى ثلاجات ما يعرضهم لأمراض خاصة الأطفال منهم الذين لا يستطيعون تحمل هذه الوضعية المزرية التي يعيشها قاطنو هذه البيوت الهشة.

وأمام هذه المعاناة التي تواجه قاطني البيوت القصديرية بخميس الخشنة غرب بومرداس، يأمل هؤلاء عن طريق جريدتنا أن تلتفت السلطات المحلية إليهم في القريب العاجل وتدرجهم في عمليات الترحيل المقبلة في إطار القضاء على البيوت الهشة بولاية بومرداس.