يحصل في السيارة أو السفينة أو ألعاب الكومبيوتر والملاهي, دوار الحركة لدى الأطفال… أنواعه ووسائل علاجه

elmaouid

تسأل بعض الأمهات عن سبب معاناة أطفالهم من دوار الدوخة عند السفر بالسيارة، وهل هو علامة على وجود حالة مرضية لديهم، وكيف يُمكن التغلب عليه؟

وهذا السؤال من الأسئلة التي تتكرر، وتحتاج كثير من الأمهات إلى فهم جوانب عن هذه الحالة، ذلك أن فهم كيفية حصولها هو الخطوة الأولى في نجاح الوقاية من المعاناة منها وكيفية معالجتها.

 

– دوار الحركة

دوار الحركة حالة شائعة تتميّز بشعور الشخص بعدم الارتياح الناجم عن معايشة أنواع معينة من الحركة. وتشمل الأعراض المعتادة دوخة الدوار وشحوب البشرة، والتعرق، وقد يليه الغثيان والقيء والتنفس السريع والصداع والأرق والنعاس. ويمكن أن يحفز هذه الأعراض عدد من أنواع الحركة، خاصة السفر في السيارة أو الحافلة أو القطار أو الطائرة أو السفينة، كما يمكن أن يحصل نفس الأمر عند ركوب ألعاب الملاهي الترفيهية والتزلج وألعاب بيئة الواقع الافتراضي بالكمبيوتر.

وبخلاف ما قد يعتقده البعض، فإن دوار الحركة من الحالات المرضية الشائعة جداً. وتفيد الإحصائيات الطبية أن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص يعتبرون أكثر عرضة للمعاناة من دوار الحركة، وكل شخص تقريباً سوف يعاني منه إذا تعرض للحركة التي تكون قوية بما فيه الكفاية للتسبب بذلك الدوار.

ولأسباب غير مفهومة حتى اليوم، يختلف انتشار المعاناة من دوار الحركة. وعلى سبيل المثال، فإن دوار الحركة أكثر شيوعاً لدى الأطفال منه لدى البالغين، وخصوصاً الأطفال الإناث. والإناث البالغات أعلى عرضة للمعاناة منه مقارنة بالرجال، وخصوصاً خلال فترة الحيض أو الحمل. وكذلك الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي أكثر عرضة، والآسيويين بالعموم أكثر عُرضة أيضاً مقارنة بالأوروبيين.

 

– حصول الدوار

أما بالنسبة لآلية خطوات حصول تلك المعاناة وأعضاء الجسم ذات الصلة بها، تفيد المصادر الطبية أن الجسم عندما يكون في حالة حركة التنقل من مكان لآخر، كما في المشي أو الهرولة، لا تحصل بالعادة اضطرابات في فهم عقولنا لتوازن أجسامنا بفعل هذا التنقل. والسبب هو أن شعور أحدنا بتوازن جسمه في هذه الوضعية مبني على معلومات تصل إلى الدماغ من مصدرين: المصدر الأول، هو العين التي ترى أن الأشياء تقترب وتبتعد بفعل حركة المشي. والمصدر الثاني، هو الأذن الداخلية وتراكيبها الدقيقة، التي تمتلك قدرات على معرفة وضع الجسم حال تلك الحركة. وبناء على تطابق معلومات هذين المصدرين، يتمكن الدماغ من فهم وضع الجسم ويشعر بتوازنه حال حركة الجسم في المشي، ولا يُعاني بالتالي من الشعور بالدوار.

ولكن حينما لا نقود بل نجلس في سيارة تتحرك أو قطار مسرع أو على ظهر سفينة تُبحر، فإن البعض قد يبدأ بالشعور بالدوار وأعراض أخرى نتيجة حصول اضطرابات في فهم العقل لتوازن الجسم وموقعه بفعل هذا النوع من الحركة لانتقال الجسم من مكان لآخر. والسبب هو أنه خلال هذا الجلوس للجسم في مركبة تتحرك، يحتاج الدماغ أن يحصل لديه تطابق في نفس المعلومات من المصدرين المتقدمين الذكر، أي العين والأذن، كي يحتفظ طوال الوقت بالشعور بالتوازن وعدم الدوار.

وعند تضارب المعلومات التي ترسلها العين إلى الدماغ عن حالة الجسم الحركية وبين المعلومات التي ترسلها الأذن الداخلية إلى الدماغ حول نفس الأمر، لا يستطيع الدماغ أن يقدم لنا شعوراً طبيعياً بالتوازن، وينشأ بالتالي الشعور بالدوار والدوخة والإرهاق والغثيان وربما القيء.

 

– الوقاية والمعالجة

ومعرفة هذه التفاصيل مهمة، لأن وسائل الوقاية ووسائل المعالجة تعتمد على فهم المرء لآلية حصول دوار الحركة وظروف حصوله. ولذا فإن من أهم وسائل الوقاية والعلاج حال بدء الشعور بالدوار مع الحركة، هو أن يُغير الإنسان تفاعله وأنشطته باستخدام العين. وعلى سبيل المثال، عندما يجلس الشخص في السيارة، عليه أن يعمل على إعطاء العين الفرصة تلو الفرصة لكي يرى تحرك السيارة، وذلك بألا يجلس وهو يقرأ كتاباً أو يلهو بالهاتف المحمول أو الكومبيوتر اللوحي لفترة متواصلة، بل عليه من آنٍ لآخر أن ينظر عبر النافذة لرؤية الأشياء من حول السيارة وهي تتحرك مبتعدة أو مقتربة. وهذا مهم بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، وهنا يكون دور الأم في التواصل الكلامي معهم وتوجيههم نحو رؤية الأشياء المحيطة التي يمرون بها وإخبارها عما هو مكتوب في لوحات المحال التجارية أو اللوحات الإرشادية.

وإذا كان المرء في وضع لا يُمكنه من رؤية ما حوله، وبدأ لديه الشعور بدوار الحركة، مثل أن يكون في غرفة لا نوافذ لها بالسفينة، أو أن يكون بالسيارة بالليل والزجاج مظلل بالسواد بشدة، فعليه ألا يُعطي العين فرصة لإرسال رسائل إلى الدماغ تتعارض مع رسائل الأذن الداخلية عن حركة الجسم، أي ببساطة عليه أن يُغمض عينيه لفترة وجيزة، أو لو كان بالسفينة عليه أخذ قيلولة.

وهناك أنواع متعددة من الأدوية التي تعمل على تهدئة الأذن الداخلية وتفاعل الدماغ مع اضطراب معلومات العين والدماغ. وتناول أي نوع منها يجب أن يكون باستشارة الطبيب.

 

– دوار السيارة لدى الأطفال… كيف يمكن منعه؟

تفيد نشرات الأطباء من مايو كلينك في الإجابة على سؤال: كيف يمكنني منع حصول دوار السيارة لدى الأطفال، بأن ذلك ممكن باتباع الخطوات التالية:

– تقليل المدخلات الحسية: شجع طفلك على البحث عن الأشياء خارج السيارة وعدم التركيز على الكتب أو الألعاب أو الأفلام. وإذا غفا طفلك، فإن التنقل أثناء وقت النوم قد يساعده.

– خطط للوجبات المسبقة للرحلة بعناية: امتنع عن إعطاء طفلك الأطعمة الحارة أو الدهنية أو الوجبات الكبيرة الحجم قبل أو أثناء الانتقال بالسيارة مباشرةً. وإذا كان وقت الانتقال بالسيارة قصيراً، فلا تقدم أي طعام. أما إذا كان وقت الرحلة طويلاً أو إذا احتاج طفلك إلى تناول الطعام، فقم بإعطائه وجبة خفيفة صغيرة قبل وقت الانطلاق.

– جرب حلوى الزنجبيل: يقال إن حلوى الزنجبيل الصلبة توفر بعض الراحة من الغثيان المرتبط بدوار الحركة.

– وفر تهوية جيدة للهواء: قد تساعد التهوية الجيدة للهواء على منع الشعور بدوار السيارة، جرب الحفاظ على الهواء نقياً أيضاً من أية روائح قوية ونفاذة.

– وفر وسائل التشتيت: إذا كان طفلك أكثر عرضة للشعور بدوار السيارة، فجرب تشتيت انتباهه أثناء الرحلة عن طريق التحدث معه أو غناء بعض الأغاني.

– استعن بالأدوية: إذا كنت تخطط لرحلة طويلة بالسيارة، فاسأل طبيب طفلك عن الأدوية المباعة دون وصفة طبية لمنع الإصابة بدوار السيارة.

– وإذا بدأ طفلك في الشعور بدوار السيارة، فتوقف في أسرع وقت ممكن وأخرج طفلك من السيارة واجعله يتجول قليلاً أو أن يستلقي على ظهره لعدة دقائق مع إغلاق عينيه. كما قد يساعد في الأمر أيضاً وضع قطعة قماش باردة على جبين الطفل.

إذا لم تساعد تلك النصائح أو إذا كانت إصابة طفلك بدوار السيارة تجعل استكمال الرحلة صعباً، فاسأل طبيب طفلك عن الخيارات الأخرى.