وصلت، سهرة الثلاثاء، بعثة المنتخب الوطني إلى مصر بعد قرابة 10 سنوات من آخر زيارة له للقاهرة، تحسبا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 التي ستنطلق الجمعة، ووجد زملاء محرز في استقبالهم العشرات من أفراد الجالية الجزائرية المقيمين في مصر بالشعارات المعروفة “وان تو ثري فيفا لا لجيري”، ما أدخل “الخضر” أجواء المنافسة الإفريقية مبكرا ورفع من حدة الضغوط المفروضة عليهم بخصوص إمكانية التتويج باللقب القاري الغائب عن خزائن الجزائر منذ سنة 1990.
وكانت آخر زيارة للتشكيلة الوطنية إلى مصر شهر نوفمبر 2009، والتي صاحبتها حادثة الاعتداء على بعثة “الخضر” في مطار القاهرة وإصابة بعض اللاعبين فيما عرف بعد ذلك بحادثة “الأوتوبيس”، وسيكون المدافع حليش بمثابة الشاهد الوحيد عن الحادثة، على اعتبار أنه متواجد ضمن التعداد الحالي، وهو الذي كان أحد جرحى حادثة الأوتوبيس قبل لقاء الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2010، حيث خسروا المباراة بثنائية نظيفة، وتزامن ذلك مع أزمة كروية شديدة سممت العلاقة بين الطرفين لعدة أشهر، بسبب الاعتداء الجسدي العنيف الذي طال بعثة “الخضر” عند خروجها من مطار القاهرة، حيث أصيب عدة لاعبين بجروح متفاوتة، ورغم الخسارة بقي زملاء صايفي آنذاك في صدارة المجموعة مناصفة مع مصر، ليحتكم الطرفان لمباراة فاصلة جرت بمدينة أم درمان السودانية وانتهت بفوز الجزائر بفضل هدف عنتر يحيى في مرمى الحارس عصام الحضري، لتتأهل الجزائر بعدها إلى مونديال جنوب إفريقيا.
وتنقلت بعثة “الخضر” على متن رحلة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية إلى العاصمة المصرية القاهرة، مرورا بالعاصمة اللبنانية بيروت بسبب عدم وجود رحلات مباشرة بين قطر ومصر بسبب الحصار المفروض على الدولة الأولى، بعد أن أنهى المنتخب الوطني تربصه بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي دام 11 يوما وتخللته مباراتين وديتين أمام كل من بورندي ومالي، حيث تعادل في الأولى 1/1 قبل أن يفوز في الثانية 3/2.
وتختلف زيارة المنتخب الوطني لمصر هذه المرة عن سابقتها، حيث سيخوض كأس أمم إفريقيا في مجموعة تضم السنغال وكينيا وتنزانيا، ويسعى لكتابة تاريخ جديد له بالعودة إلى الواجهة القارية بعد سنوات عجاف، إذ كان أحسن إنجاز حققه “محاربو الصحراء” منذ تتويجهم بدورة 1990 التي جرت بالجزائر، هو بلوغ نصف النهائي في دورة أنغولا 2010، والذي خرجوا منه أمام مصر بالذات إثر خسارتهم برباعية نظيفة.
ويقيم أشبال المدرب جمال بلماضي، خلال تواجدهم في مصر بفندق “رويال كيمبينسكي” الفخم، على أن يجروا تدريباتهم بملعب إنبي، بينما سيخوضون مباراتيهم الأوليين في دور المجموعات أمام كينيا والسنغال بملعب الدفاع الجوي في القاهرة يومي 23 و27 جوان على التوالي، فيما تجري المباراة الثالثة أمام تنزانيا في الفاتح من شهر جويلية بملعب السلام بالعاصمة المصرية أيضا.
