يتخذونه قناعا واقيا ضد المرض, ”توارق الجزائر”.. اللثام بديل الكمامة في زمن الكورونا_ ♦مختصون:” اللثام لا يعوض الكمامة الطبية”

يتخذونه قناعا واقيا ضد المرض, ”توارق الجزائر”.. اللثام بديل الكمامة في زمن الكورونا_ ♦مختصون:” اللثام لا يعوض الكمامة الطبية”

في ظل الإجراءات الصحية المطبقة تفاديا لانتشار عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، يتخذ توارق الجزائر عادة اللثام الضاربة في عمق التاريخ قناعا واقيا يغنيهم عن الكمامة الطبية، رغم التحذيرات الطبية منه كونه ينقل العدوى بسهولة.

ويشتهر المجتمع التارقي باللباس التقليدي العمامة أو الشاش الذي يغطي الوجه والرأس باستثناء العينين، وتتنوع وتختلف ألوانه وأشكاله.

جذور اللثام

ويعدّ اللثام في مجتمع التوارق عادة عريقة يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل وتعتبر مدعاة للفخر والرجولة، وإحدى الوسائل التي تقيهم من رياح الصحراء العاتية.

ودون تاريخ محدد لظهوره، تقول روايات متداولة حول جذور اللثام، إنّ رجال إحدى قبائل التوارق خرجوا مرة في مهمة، وخالفهم العدو إلى مضاربهم، حيث نساؤهم وأطفالهم فقط.

وحسب الرواية كان في القبيلة عجوز حكيم، نصح النساء بأن ترتدين ملابس الرجال ويتعممن ويحملن السلاح ففعلن، وفجأة عاد رجال القبيلة، فظن العدو أنه وقع بين جيشين، وانهزم وفرّ، ومنذ تلك الواقعة أصبح الرجال يرتدون اللثام بشكل دائم.

ويحكى أيضًا أن قدماء التوارق يضعون اللثام بصفة رمزية لحماية مداخل الجسم من تسرب الأرواح الشريرة إليها، كما يعتقد عندهم قديماً أنّ الفم بمثابة عورة فإذا لم يتم حفظه ستخرج منه كلمة السوء.

هل يعوض اللثام الكمامة؟

تزامنا مع فرض الحكومة ارتداء الكمامات للوقاية من عدوى وباء كورونا، يستغني توارق الجزائر عنها لأنهم يرتدون اللثام قناعا واقيا من الفيروس في ظل تحفظ أطباء عليه.

وقالت الطبيبة زايدي مختصة في الأمراض المعدية إنّ “اللثام لا يعوض الكمامة الطبية”.

وأضافت زايدي أنّ “القماش الذي يصنع منه اللثام خفيف ورقيق ويسمح بدخول الفيروس”، وتابعت: “من يلبسون اللثام يلمسونه عدّة مرّات في اليوم، لذلك هذا يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا”.

وأشارت المتحدثة إلى أنّه “يجب عدم لمس الكمامة وإذا حدث ذلك يجب أن تكون الأيدي معقمة وبالنسبة للثام الأمر صعب”.

من جهتها، قالت الباحثة في التراث فاطمة تقابو إنّ “اللثام يعدّ رمزا للهيبة والوقار عند الرجل التارقي”، وأنّ “الرجل يلبس اللثام بعد بلوغه سن الرشد ليعبر للجميع أنه بإمكانه تحمل المسؤولية مهما بلغت ويعتبر رمزا للتملك عند المرأة”.

وقالت المتحدثة إنّ لثام الرجل بمنطقة إليزي يسمى “أماوال” ولثام المرأة “تكالات”.

وأضافت: “يختلف قماش غطاء الرأس الذي يشكل بآخره اللثام عند الرجل من منطقة لأخرى وحسب المناسبة”.

واستطردت قائلة: “تختلف لفّة اللثام حسب السن والحالة الاجتماعية، ويرتدى تماشيا ومتطلبات البيئة والمناخ الصحراوي الجاف والبارد”.

وترى المتحدثة أنّه “لا يمكن اعتماد اللثام ككمامة لأنّ طريقة ارتدائه المعقدة تجعل اليد تلامس عدة أجزاء من الوجه، ما يسهل انتقال الفيروسات”.

ووفقها “إذا استعمل ككمامة وجب طيه عدّة طبقات عديدة وتغييره كل ثلاث ساعات تماما مع الحرص على عدم لمسه كثيرا”.

لمياء بن دعاس