كشف الكاتب والروائي الجزائري ياسمينة خضرا، في حواره مع إذاعة “موزاييك” التونسية، بمناسبة تقديم كتابه الأخير “الشرفاء” Les Vertueux أنّ فكرة العودة والاستقرار بالجزائر بعد أن غادرها نحو فرنسا كانت تراوده منذ سنوات.
وأكّد ياسمينة خضرا أنّه اليوم بصدد العودة نحو الجزائر للاستقرار بها، قائلا: “الرجوع إلى الأصل فضيلة.. مهما كانت مكانتك والأشياء التي حقّقتها تبقى أجنبي في بلاد الناس، أما في بلادك فقيرا أم ثريا فأنت في بلادك وحرا”.
وحلّ خضرا، السبت، بتونس، في جولة تستمر إلى 13 جانفي 2023، وانطلقت من فضاء “الفناك” بالمرسى لتقديم وتوقيع آخر إصداراته رواية تحت عنوان «les vertueux» “الشرفاء” لتتواصل جولته بكلّ من سوسة ومنوبة وصفاقس وسوسة.
وعرف الموعد الأول إقبالا كثيفا من التونسيين، وحفاوة أكبر عند استقبال الكاتب والروائي الذي كتب طوال مسيرة 50 سنة حوالي 30 رواية وترجمت كتاباته لأكثر من 30 لغة، بعضها اقتبس للسينما، ولاقت روايته الأخيرة إقبال واستحسان النقاد في فرنسا، وصنعت الحدث في تونس العاصمة.
وتحدّث ياسمينة خضرا واسمه الحقيقي محمد مولسهول لدى تقديمه رواية «les vertueux» عن مختلف محطات حياته منذ بداية عمله كضابط في الجيش الجزائري لسنوات طويلة، حتّى يقدّم استقالته سنة 2000 ويقرّر التفرّغ لهوايته الأولى والأخيرة الكتابة التي بدأها في سن مبكرة.
حديث شيق مع الكاتب الذي تبادل أطراف الحديث مطولا مع الحضور وأجاب على مختلف الأسئلة بطريقته الخاصة جدا ونفس التواضع والإنسانية المؤثرة التي نجدها في كتاباته.
ياسمينة خضرا، ولدى حديثه عن مولوده الأدبي الجديد عاد إلى حقبة مجهولة من تاريخ الجزائر وهي الحرب العالمية الأولى، والجزائريين الذين تمّ إجبارهم على حمل السلاح في صفوف الجيش الفرنسي بين 14–18 من خلال شخصية ياسين، الشاب الجزائري الحالم البسيط والذي أكّد خضرا، في تصريحه لمبعوثة “موزاييك”، ناهد الجندوبي، أنّه يشبهه في بعض الأحيان لكن الفرق بينهما هو أنّ ياسمينة وبحكم ماضيه العسكري يحاول دائما الدفاع عن نفسه وهو في حرب مستمرة، وفق تعبيره.
وحول اختياره ذلك الموضوع بالذات، قال الكاتب إنّ تلك الفترة هي بالفعل منسية في تاريخ الجزائر والمغاربة عامّة رغم أنّها ساهمت في تكوين أمّة، وفق قوله، مضيفا “من الطبيعي أن أعود إلى تلك الفترة، فالرجوع إلى الأصل فضيلة”.
رواية «Les vertueux» هو تتويج لخمسين عاماً من الكتابة والمحاولات الطيبة ونتيجة مُثابرة مستمرة، وفق ما أكّده الروائي الجزائري، مشدّدا على فخره بهذا الكتاب الذي مكنه من الوقوف على كلّ ما تمّ إنجازه خلال مسيرته.
وقال في سياق حديثه عن الكتاب، إنّ الإرهاب والعنصرية هما وجهان لعملة واحدة وإنّ العنصرية هي ربما الأخطر اليوم على الإنسانية.
ووجّه الروائي الجزائري في آخر حواره رسالة للتونسيين، قائلا: “أحبكم فعلا، وأتمنى لتونس والجزائر والمغرب أن نخرج من الظلمات إلى الضوء”.
ص/ ب