وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

خبرٌ ربانيٌ، وحقيقةٌ تاريخيةٌ، وأحداثٌ حيةٌ، تؤكدُ أنّ أممَ الكفرِ من يهودَ ونصارى لن يتوقفوا أو يكفوا عن شنِّ الغاراتِ والحروبِ لإبادةِ المسلمين، وسيظلُ هذا شأْنهم باستهدافِ كلِ طفلٍ برئٍ أو امرأةٍ ضعيفةٍ أو جريحٍ يأن؛ “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا” البقرة: 217. فواجعُ تَقْرعُ الأسماعَ، ومشاهدُ تُدمعُ العيونَ، ومجازرُ تُدمي القلوبَ، يرتكبُها الصهاينةِ ضدَ المسلمين والمستضعفين في أرضِ المقدسِ بمددٍ من أئمةِ الكفر؛ “لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ” التوبة: 10، لم يفعل غازٍ أو محتلٍ مثلما يفعلُه اليهودُ اليومَ في غزةَ والأرضَ المباركة، وليس مَن رأى كمَن سمع؛ جنونٌ وأعمالُ مجانينٍ إذا ما قيست بمقياسِ العقل، وعصاباتُ مجرمين إذا ما قورنت بميزانِ العدل، وهمجيةٌ إذا عُرِضَت على معايير الإنسانية، وهي قبل ذلك وبعده عدوان صارخ وإثمٌ وبغيٌ وطغيانٌ إذا ما قيست بمقياس الدينِ والحق، ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. بلغوا من الاعتداءِ منتهاه، وحققوا من الإجرامِ والطغيانِ أقصاه، دماءٌ تراق، وأرواحٌ تُحصد، ومستشفياتٌ تُباد بمرضاها وجرْحاها. “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ” إبراهيم: 42.

إنّ معَ العُسرِ يُسراً، وإنّ للكربِ نهايةٌ، وإنَّ الظُلْمةَ تحملُ في أحشائِها الفجرَ المنتظرَ؛ وعدٌ من الله “لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ” إبراهيم: 13، 14، بيتُ المقدسِ والمسجِدُ الأقصَى ليسَ تركةً يهودِيَّةً، ولا إِرْثاً نصرانِياً، ولا مِنْحَةً أُمَمِيَّةً، يَهَبَهُ مَن شاءَ لِمَن شَاءَ، المسجِدُ الأقصَى لا يتوَلّاهُ دَعِيٌّ لا يُؤْمِنُ بالله ولا باليَومِ الآخِر، وِلايَةُ بيتِ المقدسِ لا تَكُونُ إِلا لِمَن أَخلَصَ للهِ بالتَوحِيْد، وأَخلَصَ للمُؤمِنِينِ بالوَلاءِ.  فاليهودُ لا مُقامَ لهم في أرضِ المقدسِ وإن طالَ الزمنُ في أعيننا؛ فهِيَ مُهاجَرُ النَّبِيين الأَوَلِين، وَهِيَ أَرْضُ المَحْشَرِ والمَنْشَر، وهِيَ الأَرْضُ التي سَيَنْزِلُ فِيها عِيْسَى بنُ مَريَم عليه السلام مِنَ السَّمَاءِ قُبَيلَ قِيامِ السَّاعَة، وهِي الأَرْضُ التِي سَيُهْلِكُ اللهُ فيها المَسِيْحَ الدَّجال، “ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ”، القرآنُ الكريمُ في المحنِ يُبَصِرُ الطريقَ ويبعثُ الأملَ ويحققُ العمل؛ “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” البقرة: 214، إنه القرآنُ الذي يُكسِبُ الأمةَ تميزاً يمنعها من الذوبانِ والتمييعِ والتطبيع، ويُحصنُها مما يرادُ بها، ويفرضُ العداوةَ لأعدائِها؛ “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ” المجادلة: 14. فحريٌ بكلِ مسلمٍ أن يتحسسَ أخبارَ إخوانهِ المسلمين المستضعفين، ويحزنَ لمصابهِم، وأن يورثَ هذا الهمُّ والحزنُ دعاءً وتضرعًا ونُصْرة. اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، ارفع البلاء والظلم والقتل عن المسلمين، اللهم كن للمستضعفين والمضطهدين والمشردين من المسلمين عونا ونصيرا.

من موقع الالوكة الإسلامي