العلم والإيمان

وما تخرج من ثمرات من أكمامها

وما تخرج من ثمرات من أكمامها

من الآيات التي تحمل دلالة علمية قوله تعالى: “وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه” فصلت:47. قال الراغب الأصفهاني في “معجمه”: و”الكُمُّ” ما يغطي الثمرة، وجمعه أكمام. قال تعالى: “والنخل ذات الأكمام” الرحمن:11. وجاء في معجم النبات من قاموس القرآن الكريم “الكُمُّ” الوعاء والغلاف، والجمع أكمام، فأكمام الزرع: غُلُفُها التي تخرج منها، و”الكُمُّ” ما غطى الطلع أو الثمر، وأكمام النخل: ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع، فالعذق والطلع قبل أن يخرجا مغلفان في أكمام، والحبة تغلفها قشرة أسفل السَّفَاة -التراب- تسمى الكُمُّ. والجدير بالذكر في هذه الآية ارتباط خروج الثمرات من أكمامها بحمل المرأة: “وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه” فالثمرات في الأكمام ما هي إلا مبايض لقِّحَتْ بويضاتها بحبوب اللقاح وأخصبت، وتنتج كل بويضة مخصبة بذرة وتوجد البذرة أو البذور في الثمرة، وكل هذا مغلف بأغلفة هي الأكمام، وخروج الثمرة بعد إخصاب البويضات في المبيض يتشابه مع خروج الجنين من بطن الأم عند الولادة، وكلاهما لا يحدث إلا بعلمه جل شأنه من خالق قدير. قال الشيخ السعدي في تفسيره لقوله تعالى: “وما تخرج من ثمرات من أكمامها” قال: “أي: وعائها الذي تخرج منه، وهذا شامل لثمرات جميع الأشجار التي في البلدان والبراري، فلا تخرج ثمرة شجرة من الأشجار إلا وهو يعلمها علماً تفصيليًّا”. وتظل محتويات هذه الفطريات التزاوجية هاجعة وساكنة في “كُمِّها” إلى أن يهيئ الله سبحانه لها العوامل المناسبة لتنبت ويخرج منها الحوافظ الجرثومية، التي يخرج منها الجراثيم الحافظية؛ لتنبت في البيئة المناسبة، وتعيد دورة الحياة.

من موقع رابطة العالم الإسلامي