وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

عن عبد الله بن عَمرو بن العاص يَبْلُغُ به النبيّ صلى الله عليه وسلم قال “الرّاحِمونَ يَرْحَمُهُمْ الرّحمن، ارْحَمُوا أَهْلَ الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السّماءِ، والرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمن، مَنْ وَصَلَها وَصَلَتْهُ، وَمَنْ قَطعها بَتَّتْه “. رواه الإمام أحمد والترمذي قال أبو عِيسَى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وعن أبي موسى رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” لن تؤمنوا حتى تراحموا ” قالوا: يارسول الله كلنا رحيم قال: ” إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامة “. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أفضل المؤمنين رجل سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء، سمح الاقتضاء “. رواه الطبراني.

ولقد اشتهر أن النبي عليه الصلاة والسلام لما كسرت رباعيته قال: “اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون”، فظهر أنه يوم القيامة يقول: “أمتي، أمتي”، فهذا كرم عظيم منه في الدنيا وفي الآخرة، وإنما حصل فيه هذا الكرم وهذا الإحسان لكونه رحمة، فإذا كان أثر الرحمة الواحدة بلغ هذا المبلغ؛ فكيف كرم من هو رحمن رحيم؟. و قد ورد في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى ” وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّك فَتَرْضَى ” الضحى: 5، أنه لمَّا نزلت عليه هذه الآية قال: “اللهم لا أرضى يوم القيامة و واحد من أمَّتي في النار”. وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ” إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَاراً. فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ. فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ ” رواه مسلم.