العلم والإيمان

ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق

ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق

قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”. وقال سبحانه في سورة الإسراء: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا” أوجه العظمة والروعة في هاتين الآيتين كثيرة وفيرة منها:

  1. في الآية الأولى قال الله سبحانه: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ” وفي الآية الثانية قال سبحانه: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ”. فقدم رزق الآباء في الآية الأولى على الأبناء: “نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”، وفي الثانية قدم رزق الأبناء على الآباء: “نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ”؛ وذلك لأنّ الكلام في الآية الأولى موجه إلى الفقراء دون الأغنياء، فهم يقتلون أولادهم من الفقر الواقع بهم لا أنهم يخشونه، فأوجبت البلاغة تقديم عدتهم بالرزق تكميل العدة برزق الأولاد. وفي الآية الثانية الخطاب لغير الفقراء وهم الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، لا أنهم مفتقرون في الحال، وذلك أنهم يخافون أن تسلبهم كلف الأولاد ما بأيديهم من الغنى، فوجب تقديم العدة برزق الأولاد فيأمنوا ما خافوا من الفقر. فقال: لا تقتلوهم فإنا نرزقهم وإياكم أي أن الله جعل معهم رزقهم فهم لا يشاركونكم في رزقكم فلا تخشوا الفقر”.
  2. قال الله سبحانه في الآية الثانية “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ”، فجاء هنا بلفظ الخشية دون الخوف؛ لأنّهم فوق توقّعهم لمكروه الفقر عظّموه، ودليل تعظيمهم له وتهويلهم أمره أنّهم أقدموا على قتل أولادهم، فناسب هنا التعبير بالخشية دون الخوف لبيان تعظيم الأمر عندهم.

 

من موقع رابطة العالم الإسلامي